الدوحة, 13-6-2017 - اذا كانت المواجهة بين قطر ودول خليجية اخرى بقيت محصورة بالمجالين الدبلوماسي والاقتصادي، فان المواجهة في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تحولت الى حرب شرسة لا هوادة فيها. ومن اللحظة التي اعلنت فيها المملكة العربية السعودية ودول الامارات العربية المتحدة والبحرين قطع العلاقة مع قطر، فاضت شاشات التلفزيون والهواتف النقالة بالاتهامات والادانات المتبادلة. في تويتر، تربع وسم #قطع_العلاقات_مع_قطر لوقت قصير على راس لائحة المواضيع الاكثر تداولا حول العالم، بينما غص موقع فيسبوك وتطبيق انستغرام بالتعليقات المؤيدة لسياسة مقاطعة قطر المتهمة بدعم الارهاب، وكذلك المعارضة لها. واوقف بث شبكة قناة "الجزيرة" القطرية فورا في الدول الثلاث، وقامت السلطات السعودية والاماراتية كذلك باتخاذ اجراءات ضد شبكة "بي ان سبورتس" الرياضية القطرية التي تملك حق نقل اهم البطولات الرياضية. وكان الخلاف على الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي بدأ قبل نحو ثلاثة اسابيع مع اندلاع الازمة اثر نشر تصريحات منسوبة لامير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني انتقد فيها دول الخليج من دون ان يسميها. واكدت الدوحة ان التصريحات مفبركة، وان وكالة الانباء التي نشرت التصريحات تعرضت للاختراق، الا ان وسائل الاعلام السعودية والاماراتية اصرت على نسبها للامير وشنت حملة انتقادات واسعة بحق قطر واستضافت محللين وجهوا انتقادات لاذعة الى الشيخ تميم. ويرى خالد الحروب استاذ السياسات الشرق اوسطية والاعلام العربي في جامعة "نورث ويستيرن" الاميركية ان "الاعلام تحول من اداة بروباغاندا الى سلاح حربي للعديد من الدول في المنطقة". واوضح "الاعلام الرسمي (...) ووسائل التواصل (...) غصت بالجنود الذين تم نشرهم للقتال في معارك تبدو منظمة ولها قيادة على اعلى المستويات". وتتهم العربية السعودية ودولة الامارات والبحرين ودول اخرى بينها مصر الامارة الخليجية الصغيرة بدعم الارهاب وتمويل تنظيمات متطرفة وارهابية في المنطقة، وهو ما تنفيه الدوحة. ومنذ قطع العلاقات قبل ثمانية ايام، يخوض عشرات المستخدمين حرب تغريدات في تويتر عبر وسم #قطر_تمول_الارهاب، في انعكاس للاتهامات بحق الامارة الصغيرة.