أعادت بنغلادش الأحد نصب تمثال مثير للجدل في محيط المحكمة العليا اعتبره متشددون غير إسلامي، بعد أيام من خروج تظاهرات لعلمانيين رفضت إزالته. ولم يمض على وضع تمثال المرأة معصوبة العينين التي تحمل ميزانا ستة أشهر عندما اضطرت السلطات إلى إزالته الجمعة(26 ماي) اثر ضغوط من المتشددين الذين رأوا أنه مستوحى من آلهة العدالة اليونانية. وأشعلت إزالته من الساحة الأمامية للمحكمة العليا صدامات عنيفة بين الشرطة ومجموعات علمانية، رأت أن التحرك دليل آخر على الأسلمة في البلد الذي يعتبر علماني رسميا. وقال النحات مرينال حق منفذ التمثال الذي اتهم السلطات بالانصياع إلى طلبات المجموعات المتشددة، إنه طلب منه إعادة نصب المنحوتة في موقع آخر في محيط المحكمة. وأوضح لوكالة فرانس برس الأحد "وضعنا للتو المنحوتة أمام المبنى الملحق التابع للمحكمة العليا". وأضاف "لم يتم اعطائي أي توضيحات ولكن أمرت فقط بإعادة تغيير موقعه،" مضيفا أن المكان الجديد هو خلف المحكمة حيث يصعب على أحد رؤيته. وخرجت الحركات الاسلامية في تظاهرات حاشدة لشهور مطالبة بتدمير التمثال واستبداله بقرآن. ونأت رئيسة الوزراء شيخة حسينة واجد، التي تقود حزب رابطة عوامي العلماني، بنفسها عن النزاع بشأن التمثال في البداية. ولكنها خرجت عن صمتها الشهر الماضي حين وصفت التمثال ب"السخيف" بعدما دعت كبار قادة الاسلاميين في البلاد إلى منزلها. ولكن مفتي فايز الله، وهو قائد رفيع في جماعة حفظة الإسلام المتشددة، هدد بالانتقام إذا بقي التمثال في الموقع الجديد. وقال لوكالة فرانس برس "يجب إزالته فورا. وإلا فلن يتوقف حراكنا". ويعتبر محللون أن موقف حسينة من التمثال هو جزء من جهودها لكسب تأييد الناخبين والاسلاميين والمحافظين الريفيين، قبل الانتخابات المتوقعة العام المقبل.