الدعوة التي أطلقها بنسالم حميش، وزير الثقافة، خلال أشغال الملتقى الخامس للوكالات الحضرية، والمتمثلة في نصب وإقامة تماثيل لمختلف الشخصيات السياسية والثقافية والفكرية المغربية، هذه الدعوة تستحق فعلا أن تطرح للتفكير والنقاش، خاصة وأنها من الامور التي يجب أن تتضح إزاءها رؤى وتصورات كل الاطراف. ممن يعارض أو يؤيد، أو يوقف بين المعارضة والتأييد، في أمر إقامة مثل هذه التماثيل. لكن، ومن زاوية جمالية بحتة، وسواء تعلق الامر بتماثيل لشخصيات مغربية أعطت لهذا البلد، في هذا المجال أو ذاك وحظيت بمحبة المغاربة وتقديرهم وتكريمهم لها، أو تعلق الامر بمجسمات للخيول أو غيرها أو بمجرد منحوتات لاشكال جمالية وتجريدية، فإن مدننا تكاد تكون قفرا، ومعدمة في هذا المجال، رغم وجود العديد من النحاتين وفناني المجسمات المشهود لهم بالكفاءة، والفنية العالية، ممن يشاركون في بعض التظاهرات الفنية العالمية، وممن حصدوا العديد من الجوائز في بعضها. إن قبح المدن ينعكس على نفسيات أصحابها، لذلك فإن حضور الجمال الفني، تمثالا كان او جسما تجريديا في مثل هذه المدن، هو اختيار إنساني، حضاري، وحداثي، بعيدا عن كل فكر متحجر لأنواع اخرى من التماثيل التي ترى أنها إذا ما انحنت تكسرت!!