رغم أن إسرائيل وضعت آمالا كبيرة على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أنه لم يكن بحسبانها أن يوجه إليها صفعات متتالية في غضون أيام قليلة، ما جعلها في صدمة كبيرة. وقال موقع "ان آر جي" العبري، إن غضبا عارما يسود إسرائيل على خلفية نشر البيت الأبيض على مواقعه في فيسبوك وتويتر شريط فيديو يظهر أهم المناطق التي سيزورها ترامب في رحلته الأولى إلى الخارج، وظهرت فيه خريطة لإسرائيل لا تتضمن الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان. وأشار الموقع إلى أن إسرائيل في حيرة كبيرة، ولا تعرف إن كان هذا الأمر مقصودا قبل وصول ترامب إلى المنطقة، وهل يعني سياسة أمريكية جديدة للشرق الأوسط أم لا، وهل يخطط ترامب لإبرام صفقات كبيرة مع السعودية والدول العربية الحليفة لواشنطن، على حساب تل أبيب. واللافت أن نشر البيت الأبيض لهذه الخريطة جاء بعد أيام قليلة من إعلان دبلوماسي أمريكي أمام مسئولي مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن حائط البراق ليس تابعا لإسرائيل، وهو موجود في الأراضي التابعة للضفة الغربية، كما أعلن البيت الأبيض أنه لن يسمح لنتنياهو بمرافقة ترامب في زيارته إلى حائط البراق, وهو ما أثار أيضا موجة استياء واسعة بإسرائيل. كما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أيضا، عن مفاجأة مفادها أن المعلومات، التي كشف عنها الرئيس دونالد ترامب لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، كانت واشنطن حصلت عليها من إسرائيل. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 17 مايو، أن هذه المعلومات تعتبر بالغة السرية وحصلت عليها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي اي ايه"، من إسرائيل، التي فوجئت بتبادلها مع روسيا، رغم أنها لم تأذن بذلك. وتابعت " المعلومات التي تبادلها ترامب مع لافروف تتعلق بتفاصيل تهديد إرهابي من تنظيم الدولة مرتبط باستخدام حواسيب محمولة داخل طائرات. وأشارت "نيويورك تايمز" إلا أن تل أبيب تبدو في صدمة مما فعله ترامب، لأنه يهدد حياة أحد جواسيسها, الذين تم زرعهم داخل صفوف تنظيم الدولة. وخلصت الصحيفة إلى القول :" إن أصدقاء الولاياتالمتحدة سيفكرون كثيرا منذ الآن, قبل تقديم معلومات سرية لها، خشية أن يتكرر معهم ما فعله ترامب مع إسرائيل, وهو ما يعرض الأمن القومي الأمريكي لخطر كبير". ويبدو أن ما ضاعف من صدمة إسرائيل أنها كانت تعول عليه كثيرا لتنفيذ مخططاتها في الشرق الأوسط، بسبب الدعم العلني غير المسبوق، الذي أبداه تجاهها على عكس الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وفي 15 مايو، قال ترامب في تغريدات له على موقع تويتر :"إنه وبصفته رئيسا للجمهورية لديه الحق في إطلاع الروس على معلومات متعلقة بالإرهاب وسلامة الملاحة الجوية"، مشيرا إلى أن وراء ذلك أسباب إنسانية وكذلك رغبته في أن تكثف روسيا بشكل كبير جهودها لمكافحة تنظيم الدولة والإرهاب. وتصاعدت أيضا الانتقادات في وسائل الإعلام الأمريكية لتصرفات ترامب لأنها تهدد الولاياتالمتحدة، وتضع أسرارها في أيدي خصومها، بل هناك من اعتبر أن هذا أحدث دليل على علاقة ترامب بموسكو, التي تبرر عزله من منصبه، خاصة أن لقائه لافروف، جاء بعد يوم واحد من إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) جيمس كومي، الذي كان يقود تحقيقا حول تدخل موسكو في الانتخابات الأمريكية لترجيح كفة ترامب.