طهران, 17-5-2017 (أ ف ب) - نجح رجال الدين المعتدل الرئيس الايراني حسن روحاني، الذي ترشح لولاية ثانية، في اخراج ايران من عزلتها الدولية حتى انه لقب ب"الشيخ الدبلوماسي". وروحاني (68 عاما) رجل الدين برتبة حجة الاسلام، يعتمر عمامة بيضاء ويطلق لحية اختطها الشيب، وهو متزوج واب لاربعة اولاد. وسيبقى المسؤول الايراني الذي ابرم في 2015 اتفاقا تاريخيا مع الدول العظمى حول برنامج ايران النووي ما سمح برفع العقوبات عن هذا البلد. وروحاني ركيزة من ركائز الجمهورية الاسلامية، وهو معروف بقربه من الرئيس الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني الذي توفي في كانون الثاني/يناير، ويحظى بدعم الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي الذي دعا الى التصويت للرئيس المنتهية ولايته. وولد روحاني في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 1948 في منطقة سرخه بمحافظة سمنان (شرق طهران) وكان والده تاجرا ووالدته ربة منزل. وهو حائز شهادة دكتوراه من جامعة غلاسكو في اسكتلندا. وكان روحاني الى جانب الامام الخميني عندما تم نفيه الى فرنسا قبل الثورة الاسلامية في 1979، ثم اطلق مسيرة سياسية طويلة وصنف حتى العام الفين بانه في صفوف المحافظين قبل ان يتقرب من المعتدلين والاصلاحيين. وكان روحاني نائبا بين عامي 1980 والفين ثم انتخب عضوا في مجلس الخبراء، الهيئة المكلفة الاشراف على عمل آية الله خائمني. وتولى روحاني منصب نائب رئيس مجلس الشورى الايراني كما كان كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي بين عامي 2003 و2005. وفي هذه الفترة حاز لقب "الشيخ الدبلوماسي". لكنه اقصي من هذا المنصب بعد انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في 2005. وكانت ايران اعادت في حينها تحريك برنامجها لتخصيب اليورانيوم واثارت استياء الاممالمتحدة والدول العظمى. وانتخب روحاني رئيسا في 2013 مع 50,7% من الاصوات من الدورة الاولى بفضل دعم الاصلاحيين، وستكون نهاية عزل ايران اولويته. وروحاني الذي يعرف عنه انفتاحه على الحوار مع الغرب، نجح في التوصل الى مفاوضات مباشرة مع الولاياتالمتحدة، العدو التاريخي للجمهورية الاسلامية، لتسوية ازمة الملف النووي بموافقة المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي. لكن الاخير منع اي مفاوضات اخرى مع واشنطن. وترشح روحاني لولاية رئاسية ثانية، لانه مصمم على مواصلة سياسة الانفتاح. وباتت مواقفه حول الحريات والثقافة والانفتاح على العالم والتساهل في ارتداء الحجاب مشابهة لمواقف الاصلاحيين الذين يطالبون بتحرر اكبر للقواعد والقوانين. وروحاني الذي يدرك بان نسبة مقاطعة مرتفعة قد تفقده موقعه، شدد لهجته حيال خصومه المحافظين الذين يتهمهم بانهم لا يزالون في "منطق الحظر". واضاف ان عهد "انصار العنف والمتطرفين قد ولى". وشعار حملته هو "وصلنا الى منتصف الطريق ولا عودة ممكنة الى الوراء". ودعا الناخبين الاصلاحيين والمعتدلين الى التعبئة بمن فيهم الذين يتهمونه بانه لم ينجح في انهاء الاقامة الجبرية المفروضة على مير حسين موسوي ومهدي كروبي كما وعد في 2013. وموسوي وكروبي المرشحان الاصلاحيان للاقتراع الرئاسي في 2009 احتجا على اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد وقادا تظاهرات حاشدة قامت السلطات بقمعها بالقوة. وادى ذلك الى وضعهما في الاقامة الجبرية في شباط/فبراير 2011 ولا يزال الامر ساريا. وقال روحاني "ان حكومتي لم تنجح في انجاز بعض الامور. لكن اذا حصلت على 51% من الاصوات سيصبح الامر ممكنا".