بعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها تنسيقية الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة،الأسبوع الماضي، أمام مقر دار البريهي، بدأت – حسب مصادر مطلعة من داخل القناة – تتكشف خيوط وبصمة بعض المسؤولين اللاعبين وراء تنظيم هذه الوقفة بشكل متسرع وبملف مطلبي غير مهني و بعيد كل البعد عن هواجس العاملين الذي فوجئوا الجمعة، على وقع توقيع المدير العام للشركة محمد عياد على أمر واحدبالصرف لفائدة النقابي أمين لحميدي، في الوقت الذي رفض فيه التوقيع على باقي الوثائق، ما خلق حالة من الغضب وسط النقابيين والعاملين. وذكر مصدر مسؤول أن المدير العام، عبر هذا الإجراء يقدم رسالة واضحة للنقابي بإمكانية التعامل معه بشكل تفضيلي، ما يضرب في العمق مبدأ المساواة في التعاطي مع ملفات العاملين، كما أن هذا التعامل، يعكس حسب المصدر ذاته، توافق خفي بين المدير العام والنقابي،يلبس فيه الأول قبعة المسؤول المرن ويلبس فيه الآخر قبعة المناضل القابل للتفهم والتوافق، إذا ما سارت الأمور في مسارها الصحيح. وأكد المصدر أن خيوط هذا المخطط الذي عكسه السلوك الأخير للمدير العام الذي حضر إسمه في البلاغ التنديدي للتنسيقية وغاب في الوقفة الاحتجاجية، بدأت مع رفض محمد عياد المدير العام بصفته المدير الإداري،النقاش والتفاوض مع النقابات الجادة في دار البريهي بما ينسجم مع الاتفاقات السابقة بين التنسيقية والإدارة العامة، مما أجج غضب العاملين، قبل أن يرسل عياد عبر توقيع تعويضات النقابي لحميدي، دون غيره، رسالة مفادها أنه المسؤول القادر، بدل العرايشي، على التوافق وإيجاد الحلول، ولو على حساب الفعل النقابي المستقل وعلى حساب باقي العاملين. وشدد المصدر نفسه، أن هذا المخطط الذي يراد به إرباك رئاسة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والتنصل من المسؤولية القانونية والإدارية للمدير العام محمد عياد، لم يكن ليكتمل لولا وجود مدير الموارد البشرية حشلاف الذي دشن حملة غير مسبوقة على العاملين وأجج الغضب النقابي في دار البريهي، باستشارة مع المدير العام الذي استقدمه، للدفاع عن اختياراته وطموحاته التي تتجاوز أحيانا سقف الشركة الوطنية، ما ينبيء بحالة غليان قادمة في الشركة بسبب هذا التحالف الملغوم بين نقابيين و المدير العام محمد عياد ومدير الموارد البشرية، ضدا على مصالح الشركة وسمعتها واستقلالية القرار النقابي وعلى مبدأ المساواة في التعامل مع كل ملفات العاملين، ماليا وإداريا، بدون استثناء. وأوضح المصدر نفسه، أن خطورة هذا التحالف الملغوم، تكمن في أنه يأتي بالتزامن مع انتخابات ممثلي الأجراء في المجلس الإداري للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، التي يتم فيها الترويج لبعض الأسماء النقابية" المناضلة"القريبة من المدير العام ومدير الموارد البشرية، في الوقت الذي يتم فيه" التجسس" على المناضلين الحقيقيين وإضعافهم عبر الصفقات الخفية وغير الإنسانية مع الإدارة،ما يعني أن الوقفة الاحتجاجية، وما رافقها من علو صوت بعض الأسماء وغياب أخرى، لم يكن بريئا، وإنما يمهد الطريق لإيصال أسماء بعينها لعضوية المجلس الإداري التي تضمن للإدارة صوت آخر فيه، إذا ما سار المخطط وفق الخطة المرسومة، ما يعكس، حسب المصدر ذاته،حربا خفية بعيدا كل البعد على البوانتاج أو المراقبة أو غيرها من المبررات التفافهة للوقفة الاحتجاجية الملغومة.