الديبلوماسية الملكية تحظى باهتمام المحللين والخبراء الأجانب، كما يتبين من خلال هذه الشهادات التي قدمتها الخبيرة الإسبانية في العلاقات الدولية سوزانا كامبو . حاورتها باربارا كازادو لوبسرفاتور : ما قرائتكم لعودة العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وكوبا ؟ أنه تطور سياسي حميد جدا للبلدين معا. كوبا خرجت من عزلتها الديبلوماسية عبر تطبيع علاقتها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد حان الوقت لتنسج المملكة المغربية على نفس المنوال. أظهر المغرب للعالم التزامه بالحداثة والديمقراطية عبر انفتاحه على كوبا على الرغم من الاختلافات الكبيرة بين البلدين، وتحديدا في مقاربة نزاع الصحراء. أعتقد أن العلاقات المغربية ستشكل منعطفا مهما على الساحة الدولية، وبغض النظر عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإن العلاقات المغربية ستسهدف أكثر دول أمريكا اللاتينية . ما القيمة المضافة لهذه العلاقة بين البلدين ؟ يمكن لكوبا أن تلعب دورا مهما في فتح علاقات المغرب مع دول أمريكو لاتينية معروفة بدعمها التقليدي لجبهة البوليساريو كالأوروغواي والمكسيك . المغرب باستطاعته، بالمقابل، تقديم الدفع الاقتصادي اللازم للأنشطة التجارية والاسثمارية والصناعية الكوبية. أيضا دور المغرب في افريقيا ريادي اليوم، ويمكنه أن يجعل من كوبا شريكا مع افريقيا من الطراز الأول ، ما سيفتح المجال أمام هافانا لتطوير علاقاتها بالعالم العربي وأوروبا وباقي دول افريقيا .
أي دور تولونه لجهود العاهل المغربي في إعادة العلاقات بين الرباط وهافانا ؟ العاهل المغربي يفهم العلاقات الدولية جيدا، ما يخوله للعب دور محوري فيها. تطور المغرب كثيرا في السنوات الأخيرة. وقد خطا خطوات كبرى علىى درب الديمقراطية والازدهار والتسامح. العاهل المغربي اختار طريق التنمية المشتركة لتحفيز النمو الاقتصادي في عدد من المجالات. أدرك العاهل المغربي أيضا أن لا سبيل لوقف زحف الهجرة والإرهاب دون سياسة استثمار وتنمية حقيقية، كما يدرك أن عليه أن يمنح للمواطنين الأفارقة أسباب العيش الكريم والسلام. محمد السادس يعلم أن بعد كل هذه السنوات من القطيعة مع كوبا، لاتحمل الكثير من أطياف الشعب المغربي كثير ود لهافانا، فأعطى شخصيا المثال بالانتقال إلى هذا البلد البعيد .كلها مؤشرات تدل على أنه قائد يحظى باحترام كبير في بلاده، ولا يفرض على مواطنيه ما ليس مستعدا للقيام به . ما الدور الذي يفترض أن يلعبه المغرب في العلاقات الدولية ؟ المغرب يلعب فعلا دورا كبيرا في العلاقات الدولية، بانتهاج مقاربة تتوخى تعزيز كل أشكال التعاون المشترك في أفق تعزيز القدرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئة مع الدول الأخرى. كما أن المملكة تعرض خبراتها في البحث والابتكار التكنولوجي أمام دول المنطقة، بهدف فتح الجامعات على محيطها الإقليمي وتعزيز علاقاتها بالمحيط . على صعيد آخر، يلعب المغرب دورا حيويا في العلاقات الدولية،، حيث تتعزز مكانته كصلة وصل بين أوروبا والولاياتالمتحدة والعالم العربي. اليوم، وبعد إعادة العلاقات مع كوبا، ستتسع اللائحة لتضم دول أمريكا اللاتينية التي سبق للمغرب أن فتح معها قنوات التعاون الدبلوماسي. كل من يتوخي الانفتاح على هذه الأجزاء من العالم، صار لزاما عليه المرور من المغرب.