بدوار أولاد لعروسي، التابع للجماعة القروية لمراسلة بإقليم آسفي، يعيش أحد الأشخاص رفقة زوجته البالغة من العمر 43 سنة، والذي عقد قرانه بها باعتبارها من أقربائه، وذلك حتى يتسنى لهما تكوين أسرة صغيرة يسودها الود والاحترام. وبالرغم من أن الزوج تأكد أن زوجته عاقر، ظل يعيش معها دون أدنى مشكل. لم يكن الزوج يدرك أن ذئبا بشريا كان يترصده ارتباطا بالثقة الكبيرة التي كان يضعها فيه، بدعوى أنه فرد من أفراد عائلته، بل الأكثر من هذا أنه خال زوجته، بل والأكثر أيضا أنه رجل مسن يطل على الستين سنة. الذئب البشري هذا كانت زيارته لمنزل ابنة أخته العاقر المتزوجة تتم كل أسبوعين، حيث يحضر بشكل عادي إلى بيت الزوجية دون أن يدرك الزوج أن بين ظهرانيه أكبر المجرمين الذي لم يكن حضوره إلى منزله بريئا، ولم تكن الزيارة لتفقد أحوال العائلة أو شيء من هذا القبيل، بقدر ما كانت زيارة ممزوجة بالخبث والإجرام وسوء النية، بينها وبين الزيارة العائلية الحسنة مسافة الأرض عن السماء. لمدة سنتين اثنتين تقريبا والجاني يحضر إلى بيت ابنة أخته، وهناك كان يتغزل بها داخل منزلها في غياب زوجها، وفي بعض الأحيان بحضور زوجها، دون أن يفطن هذا الأخير لشيء، حيث ظل في علاقة جنسية غير شرعية تدخل في إطار زنا المحارم مع ابنة أخته. في أحد الأيام، وبالضبط نهاية الأسبوع الماضي، كانت الزوجة منهمكة في إعداد الأكل داخل المطبخ، وكان وقتها الجاني قد حضر كالمعتاد، ما جعله يتوجه هو الآخر إلى المطبخ التي كانت الزوجة منهمكة فيه بالطبخ. ظل الزوج جالسا في إحدى الغرف بمنزله، ومرة تلو أخرى كان يسمع كلمات صادرة من الخال تجاه ابنة أخته فيها نوع من الغزل والإعجاب داخل المطبخ، ومنها أيضا قوله لها بأنه يعتني بها أكثر من زوجها، بمبرر أنه يوفر لها جميع حاجياتها، من خلال المبالغ المالية التي يسلمها لها في كل مرة وحين، والغريب في الأمر أن هاته المبالغ تتراوح فقط ما بين 20 و50 درهما وبعض قطع الحلويات أثناء كل عملية ممارسة جنسية، وأثناء كل زيارة له للمنزل. سمع الزوج بعضا من أطراف الحديث الذي دار بينهما، وهو ما أدخله الشك دون أن تصدر منه أية ردة فعل، إذ انتظر إلى حين حلول الليل، ووقتها فطن للمعني بالأمر وهو يحاول ممارسة الجنس على زوجته، ما جعله يضبطهما في حالة تلبس. لم تجد الزوجة وسيلة للهروب من الواقع سوى إقدامها على الاعتراف لزوجها بكل ما كان بينها وبين خالها من علاقة جنسية غير شرعية لمدة فاقت السنتين. شمر الزوج في اليوم الموالي على ساعديه، فكانت وجهته مقر الدرك الملكي بثلاثاء بوكدرة، وهناك تقدم بشكاية في الموضوع، لتنتقل على الفور عناصر الدرك الملكي إلى الدوار، ومن هناك شلت حركة الزوجة وخالها، وأحالتهما بعد الاستماع إليهما في محاضر قانونية اعترفا فيها بالمنسوب إليهما في حالة اعتقال على أنظار الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي بتهمة زنا المحارم والخيانة الزوجية، والذي أمر بنقلهما إلى السجن المحلي لآسفي، في انتظار أن تقول العدالة كلمتها في حقهما.