قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن تنظيم "الدولة الإسلاميّة" يمر بأضعف حالاته بمدينة الموصل شمالي العراق، بعدما خسر قرابة ثلث الجانب الأيمن من المدينة الذي ما يزال يسيطر عليه. وبحسب جون دوريان، قائد قوات التحالف الدولي في العراق، فإن القوات العراقية تحكم السيطرة على مخارج المدينة، وأي مقاتل من مقاتلي التنظيم يحاول الهرب سيكون مصيره الموت. ويستخدم "داعش" السيارات المفخخة والانتحاريين في مواجهة القوات المتقدمة إلى آخر معاقله، كما يتبع التنظيم في إطار خطته للدفاع عن المدينة استخدام القذائف الصاروخية. هذه الأساليب التي يعمد إليها التنظيم لا يبدو أنها ستكون ذات جدوى كلما تقدمت القوات باتجاه البلدة القديمة وباب الطوب، حيث الأحياء الضيقة والأزقة القديمة، وهو أمر أيضاً يمكن أن يعيق تقدم القوات العراقية ويمنع دخول عرباتها العسكرية. أكثر من 600 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل الجانب الأيمن من الموصل، مع ما تبقى من مقاتلي التنظيم، خاصة بعد أن أغلقت القوات العراقية كل منفذ للهروب. وتنقل الصحيفة عن اللواء معن الساعدي قوله، إن مقاتلي التنظيم يبدون مقاومة أقل شراسة من تلك التي كانوا عليها في الأيام الأولى من بدء المعركة. وأضاف: "العدو فقد قوته وعزيمته ضعفت، وبدأت القيادة تفقد السيطرة، استطعنا السيطرة على 17 حياً من أصل 40 في الجانب الأيمن من الموصل". وتوقع الساعدي أن تستغرق عملية السيطرة على الجانب الأيمن وقتاً أقل من الوقت الذي استغرقته عملية السيطرة على الجانب الأيسر من الموصل، والتي استغرقت 100 يوم. تنظيم "داعش"، وفي علامة على شعوره بالهزيمة، أطلق قبل أيام سراح مجموعة من السجناء المحتجزين لديه، وأغلبهم كانوا ممّن احتجزوا بتهم حيازة هاتف نقال أو بيع السجائر، في وقت قالت القوات العراقية فيه إنها استخرجت عشرات الجثث لسجناء، يعتقد أنهم من الشيعة، تم قتلهم من قبل التنظيم في سجن بادوش. وبحسب المرصد العراقي فإن مجزرة سجن بادوش قتل فيها قرابة 600 شخص، ووقعت بالتزامن مع سيطرة التنظيم على الموصل في حزيران من العام 2014. وسجلت عملية النزوح من الموصل ارتفاعاً كبيراً خلال اليومين الماضيين؛ حيث وصل أكثر من 65 ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين، ليصل عدد نازحي المدينة إلى أكثر من 200 ألف نازح وفقاً لمنظمة الهجرة الدولية. عملية تحرير الموصل من قبضة "داعش" ستشكل ضربة قاصمة للتنظيم، إلا أن ذلك لن يضع حداً للتهديد الذي يشكله، خاصة أن هناك تقارير تشير إلى أن التنظيم قد يلجأ إلى التفجيرات.