المخرجة تفاجأت باستبعاد فيلمها من المهرجان الوطني للفيلم تشرع القاعات الوطنية منذ اليوم الأربعاء 15 مارس في عرض« في بلاد العجائب »، الفيلم السينمائي الطويل الأول للمخرجة جيهان بحار، ويأتي ذلك بعد اسبعاده من طرف لجنة الانتقاء من المشاركة في الدورة الأخيرة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة. كشفت المخرجة المغربية جيهان بحار أنها تفاجأت مثل باقي المتتبعين بعدم اختيار فيلمها السينمائي الطويل الأول«في بلاد العجائب» للمشاركة في الدورة الأخيرة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وأضافت في تصريح ل«الأحداث المغربية» بمناسبة العرض قبل الأول لفيلمها مساء الثلاثاء بميغاراما البيضاء أنها لاتعرف أسباب هذا القرار الذي اتخذته لجنة الانتقاء و أنها لم تتوصل بأي تبرير أو تعليل له إلى الآن مشيرة إلى أن المهرجان الوطني يبقى فضاء لعرض الأفلام والتباري في ما بينها وأووضحت أنها قدمت الفيلم من أجل المشاركة في المهرجان وهي تفتخر به و أضافت أنها لا تظن أنه ليس ذا مستوى ضعيف لا يمكنه من المشاركة ومن العرض، من جهة أخرى وبخصوص المرحلة المقبلة، أي بدء عرض الفيلم في القاعات الوطنية وللجمهور العريض، قالت البحار إن الهدف من إنجاز الفيلم هو أن يعجب أكبر عدد من الجمهور معتبرة أن مقومات الفيلم الناجح هي حكي قصة بطريقة جيدة وبدون ارتكاب أخطاء متمنية أن تكون قد نجحت في هذه المهمة. وبخصوص الانتقال من تجربة الفيلم القصير والأفلام التلفزية إلى تجربة أول فيلم سينمائي طويل والاختلاف بين هذه الأجناس الإبداعية وما يكمن أن يتطلبه ذلك من اختلاف في الأسلوب وفي الجهد. قالت جيهان بحار إنه نفس الجهد الذي تبذله في جميع أعمالها التي تقوم بها بقلبها مشيرة إلى أن الاختلاف في« بلاد العجائب » مقارنة بما سبق هو في الكتابة وفي الوقت الذي استغرقه سواء في مرحلة التصوير أو ما بعد الإنتاج. وفيما يتعلق باختيار التناول الكوميدي من أجل الوصول إلى الجمهور، قالت بأن الجمهور يرغب في أن يشاهد قصة كوميدية تضحكه وتسليه ولكن فيلمها فيه مزج بين الكوميديا والدراما وفيه قصة قامت بحكيها عبر الكاميرا مع تجنب الوقوع في مطب التهريج. وفيما يتعلق بالكاستينغ واختيار الممثلين، أوضحت المخرجة أنه أثناء الكتابة كان لديها تصور عن الممثلين الذين سوف يؤدون شخصيات الفيلم وأدواره و أنها كانت هناك مقترحات وفي الأخير تم التعاقد مع الأسماء نفسها . ويحكي الفيلم عن سيدة ثرية (ماجدولين الإدريسي ) تقوم برحلة إلى قرية من قرى الأطلس رفقة السائق والخادم (عزيز داداس) وصديقيه( مالك أخميس وفدوى الطالب) على متن سيارة لنقل الأموات من أجل نقل جثمان زوجها لدفنه في المدينة حيث منزل العائلة لكن تتعطل السيارة في الطريق ويضطر الأربعة إلى المبيت والعيش رفقة أسرة فقيرة ومن هنا تبدأ الكاميرا في رصد جزء من معاناة هذه الأسرة والساكنة بشكل عام مع الطبيعة والتسلط وفي رصد المفارقات بين المستويات الاجتماعية في إطار كوميدي درامي. وقد نجح فريق الفيلم في الوصول إلى مبتغاه وتحقيق هدفه الذي يتمثل في تبيان وجه المأساة بالضحك منها، بدون الوقوع في مطب التهريج أو الإعلان عن المواقف وقد ارتكز في ذلك على السيناريو المكتوب من طرف جمال الخنوسي و رشيد حمان والمخرجة نفسها التي لها تجربة مهمة في الكتابة وأيضا على الإخراج الذي لم يكن فيه تكلف، والكاستينغ الذي كان إحدى نقط قوة الفيلم التي لا تخطئها العين. فقد أدت مجادولين الإدريسي ما كان منتظرا منها وعزيز داداس. ورغم الوقوع في بعض النمطية في الأداء، فإنه قام بمجهود كبير واستطاع أن يحافظ على الإيقاع من البداية إلى النهاية و أن يملأ الفضاء والزمن بلعبه وهو ماكان سيكون صعبا على ممثل آخر، ومن حسنات الفيلم أيضا أنه استطاع أن يقدم لنا كوبلا جميلا ووممتعا، وهو كوبل فدوى الطالب ومالك أخميس. تبعا لماسبق، يمكن القول إن جيهان بحار قد نجحت في أول مهمة في الفيلم الطويل حسب مواصفات ومعايير معينة وحسب تصور المخرجة والهدف من فيلمها، ويبقى الحكم في الأخير لشباك التذاكر.