كانت جنازته مناسبة أسالت دموع الأصدقاء والجيران، ممن تحلقوا حول بيت أسرته، وراعهم منظر والدته المكلومة، التي نزلت الدموع من عينيها غزيرة تبكي بحرقة، اختطاف فلذة كبدها في عز الشباب. وردة ذبلت قبل الآوان، رحلت سريعا، بعدما لم تبخل عليها الأم بالعناية والرعاية. تعهدتها كتلة لحم صغيرة، وبحنو رعتها حتى شب الفتى وكبر، نما متجاوزا مراحل الطفولة، تاركا فترة عنفوان المراهقة، محلقا صوب عالم الشباب. لكن رحلة غير مأمونة العواقب وضعت حدا لحياته. تسبب عطل أوقف محركها في وقوع كارثة أزهقت روح شاب في مقتبل عمره. كان الضحية وحيد أمه من زيجة شاءت الأقدار أن تتوقف، بعد افتراق الأب والأم. واستمرار الشاب/الضحية في مواصلة العيش مع والدته التي كانت تعتبره كل «كنزها ومدخراتها في هذه الحياة». قبل يومين أدى عطل أصاب دراجة ثلاثية العجلات صينية الصنع، إلى وقوع حادثة سير خطيرة، أود بحياة شاب في مقتبل العمر، يقطن بحي يحمل من الأسماء «درب النجمة» يخضع للنفوذ الترابي للمقاطعة الحضرية الحي الحسني. كان الضحية يمتطي رفقة صديق له دراجة من الحجم الكبير، ويسيران بالطريق الساحلية الموسومة برطيق آزمور. وفي طريق العودة انعطفا على طريق ثانوي يربط بين طريق آزمور وطريق مولاي التهامي. ولأن هذه الطريق تنعدم بها الإنارة، اصطدمت دراجة الشابين بدراجة صينية الصنع اضطرها العطب إلى التوقف فجأة بهذه الطريق. وفي غياب المراقبة والصرامة في تنفيذ قانون السير، غدت هذه العينة من الدراجات النارية، وسيلة لنقل الأشخاص، مغادرة بذلك المجال الذي اخترعت من أجله، وهو نقل البضائع والسلع. صارت الدراجات الصينية وسيلة نقل تقل في بعض الأحيان 10 أشخاص، في غياب أدنى شروط السلامة والوقاية، والتطبيق الفعلي للقانون. وبداية هذا الأسبوع كانت الكارثة التي أودت بحياة شاب، بسبب هذه الدراجات. كان سائق الدراجة يسير بسرعة، فلم يستطع تفادي الاصطدام بمؤخرة الدراجة الثلاثية العجلات ليسقط أرضا رفقة رفقيه، الذي فارق الحياة على الفور في الوقت الذي أصيب فيه الثاني ببعض الجروح. في الأيام الأولى للأسبوع الجاري وري جثمانه الشاب الضحية الثرى بمقبرة الرحمة، بعد أن شيعته جموع من الكهول والشيوخ، وكثير من الشباب، من رفاقه الذين غدرهم مخلفا في نفوسهم حسرة كبيرة.