نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، مساء أمس الجمعة بمقره بمدينة الرباط، تظاهرة ثقافية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم، وذلك بمشاركة ممثلي عدد من البلدان الأجنبية. وتهدف هذه التظاهرة في دورتها الرابعة عشرة التي نظمت بشراكة مع مكتب اليونسكو للمنطقة المغاربية، وكلية علوم التربية، والوكالة المغربية للتعاون الدولي تحت شعار "نحو مستقبل مستدام بفضل التعليم متعدد اللغات"، إلى تثمين اللغات الأم عبر العالم من خلال تقديم معزوفات غنائية، وعروض مسرحية، ورقصات، وقراءات شعرية من طرف مشاركين يرتدون أزياء تقليدية تمثل بلدانهم. وفي تصريح للبوابة الأمازيغية (ماب-أمازيغية)، أكد أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن المعهد دأب سنويا على الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم الذي يكتسي أهمية كبرى ، مضيفا أن هذه المناسبة "تمكننا من الالتقاء بمتكلمين بمختلف لغات العالم، سواء اللغات الإفريقية، والآسيوية، والهند الأوربية". وأشار إلى أن هذا الاحتفال ،الذي تميز بحضور ممثلي بعثات دبلوماسية معتمدة بالمغرب ومنظمات وطنية وإقليمية ودولية ،شكل مناسبة أيضا لإطلاع الطلبة الأجانب المقيمين بالمملكة على منجزات المعهد ، وكذلك لإبراز انفتاح اللغة والثقافة الأمازيغيتين على مختلف الثقافات واللغات العالمية الأخرى. من جهتها، أبرزت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة اليونسكو في رسالتها بمناسبة هذا الاحتفال، تلاها بالنيابة عنها خالد صلاح، ممثل المنظمة للمنطقة المغاربية، أن التعليم والإعلام باللغة الأم يمثلان "أمرا أساسيا لتحسين سبل التعلم وتنمية الثقة بالنفس واحترام الذات ،وتعد هذه العناصر من أقوى العوامل التي تدفع بعجلة التنمية". ودعت في هذا السياق إلى "الاعتراف بالقوة الكامنة في التعليم متعدد اللغات في كل مكان، في النظم التعليمية والإدارية، في التعابير الثقافية ووسائل الإعلام، في الفضاء الالكتروني والتجارة". وترى منظمة اليونسكو أن "إتقان اللغة الأم يساعد على اكتساب المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب، وأن اللغات المحلية تساهم في نقل الثقافات والقيم والمعارف التقليدية، وبالتالي المساهمة على نحو كبير في تعزيز مستقبل مستدام". ويذكر أن منظمة اليونسكو شرعت في الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم منذ عام 1999 ، وذلك في 21 فبراير من كل سنة، بغية تعزيز التنوع اللغوي والتعليم المتعدد اللغات، وتسليط الضوء على ضرورة زيادة الوعي بأهمية التعليم القائم على اللغة الأم، وبالتالي تدعيم أسس الوئام والتلاحم في المجتمعات .