أكد سفير المغرب بأكرا حميد شبار، أن الزيارة الرسمية لجلالة الملك محمد السادس، لجمهورية غانا، تشكل حدثا استثنائيا سيمكن لا محالة من إعطاء نفس جديد ودفعة قوية للعلاقات الثنائية، الجيدة سلفا. وقال الدبلوماسي المغربي، "إنها زيارة استثنائية على جميع الأصعدة"، مشيرا إلى أن زيارة جلالة الملك التي تأتي عقب تنصيب الرئيس الغاني الجديد فخامة السيد نانا أكوفو آدو "تضفي رمزية قوية على العلاقات القائمة بين البلدين". وأضاف أن المملكة المغربية وجمهورية غانا تجمعهما علاقات متينة ما فتئت تتعزز أكثر فأكثر، لاسيما على المستويين السياسي والاقتصادي. وذكر الدبلوماسي أن غانا كانت من بين الدول الموقعة على المذكرة المرفوعة إلى رئيس الاتحاد الإفريقي من أجل تعليق أنشطة الكيان الوهمي بالاتحاد، والداعمة لعودة المغرب إلى حضن أسرته المؤسساتية الإفريقية. وأكد شبار أن هذا الموقف الذي نوه به المغرب يعد "دعامة من شأنها تعزيز العلاقات السياسية القائمة بين البلدين"، مشيرا إلى أن هذه العلاقات "ليس أمامها إلا أن تتحسن وتتقوى أكثر فأكثر، اعتبارا لأواصر الصداقة والتقدير المتبادل الذي يجمع قائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الغاني الجديد فخامة السيد نانا أكوفو آدو". وتابع الدبلوماسي المغربي أن هذه العلاقات من شأنها أن تتعزز مستقبلا، لاسيما على المستوى السياسي، وذلك من خلال اعتماد آليات وقنوات للتشاور والعمل من أجل تقارب أكبر وتوحيد المواقف بخصوص القضايا ذات الاهتمام المشترك. وفي حديثه عن الشق الاقتصادي من العلاقات التي تجمع المغرب بغانا، أوضح السفير المغربي أن العلاقات الاقتصادية "ليست في مستوى الإمكانيات التي يتوفر عليها البلدان، لكنها تظل جيدة على العموم"، مشيرا في هذا السياق إلى الدفعة القوية التي عرفتها هذه العلاقات منذ سنة 2010، والتي تجسدت على أرض الواقع من خلال مجموعة من الاستثمارات المغربية الهامة التي شملت عددا من المجالات بغانا. ومن بين المجالات الأساسية التي تشملها هذه الاستثمارات، أشار شبار إلى القطاع البنكي، على ضوء امتلاك مجموعة مغربية ل "بانك أوف أفريكا" الذي يعد أحد أهم الأبناك بتوفره على عشرين فرعا بغانا. وأشار في نفس الإطار لقطاع البناء وإنتاج إسمنت البناء، والذي شهد إنجاز مجموعة مغربية لمعمل هام لإنتاج الإسمنت، يؤمن إنتاج مليون طن، أي ما بين 20 و30 بالمائة من حاجيات غانا من هذه المادة. وحسب شبار، يوجد قطاع الطاقة أيضا في قلب الاستثمارات المغربية بجمهورية غانا، مشيرا إلى إنجاز مجموعة مغربية لمحطة حرارية هامة. وأكد أن هذه الاستثمارات مدعوة إلى أن تتطور بشكل أكبر إذا أخذنا بعين الاعتبار الاهتمام الذي أضحى يوليه رجال الأعمال لهذا البلد الذي يزخر بإمكانيات تنموية قوية، مسجلا أن زيارة جلالة الملك ستتميز بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات بين القطاعين العام والخاص. وخلص الدبلوماسي المغربي إلى أن هذا الزخم سيضفي دينامية جديدة على الاستثمارات بغانا وسيفتح الطريق أمام فرص جديدة للأعمال بين البلدين، مؤكدا بالخصوص على قطاعات الطاقة، والفلاحة، والصناعات الصغرى، والصناعات التحويلية، التي تعد قطاعات واعدة كفيلة بإعطاء دفعة قوية للشراكة المغربية الغانية.