اختتمت جمعية اساتذة علوم الحياة والارض مساء السبت الماضي بمراكش مؤتمرها الخامس في دورة عادية انطلقت الجمعة 10 فبراير الجاري تحت شعار " عمل جمعوي فاعل ترابيا ومنفتح افريقيا ". وجاء انعقاد هذه الدورة ، حسب مصدر مسؤول بالجمعية ، في ظل عدة مستجدات وأحداث عرفتها الساحة البيئية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية بالمملكة المغربية تتجلى بالاساس ، في شقها التعليمي ، بتبني المغرب استراتيجية وطنية لإصلاح منظومة التعليم الاستراتيجية الوطنية لإصلاح التعليم" 2015 – 2030 " ، كما جاءت ايضا في ضل إرساء مبادئ الديمقراطية التشاركية المنصوص عليها في دستور يوليوز 2011، عبر إحداث آليات تشاورية، تعمل إلى جانب المجالس المنتخبة وضرورة مواصلة ورش الجهوية الموسعة عبر إرساء جديد لمجالس الجهات والمجالس الجماعية وتعزيز صلاحياتها في أفق تثبيت سياسة اللامركزية واللاتمركز. جاءت الدورة ايضا ، وحسب نفس المصدر ، بعد النجاح المتميز الذي عرفه تنظيم الدورة 22 لمؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية، والتي قدم فيها المغرب التزامات لافتة من أجل خفض انبعاثاته من الغازات الدفيئة، وكذا تشجيع استعماله للطاقات النظيفة ، المؤتمر الذي شاركت فيه الجمعية كعضو مؤسس لشبكة الإئتلاف الإفريقي من أجل العدالة المناخية في اللقاء التشاوري للمجتمع المدني الإفريقي يومي 25 و 26 يناير 2017 بأديس ابابا بإِثيوبيا، من أجل تقديم رؤية المجتمع المدني بالقارة السمراء حول التغيرات المناخية لقادة الدول الإفريقية أثناء إنعقاد قمة الإتحاد الإفريقي يومي 30 و 31 يناير 2017 ، كما جاءت الدورة بعد العودة التاريخية للمملكة المغربية إلى منظمة الاتحاد الإفريقي وتبوءها المكانة اللائقة بها داخل هاته المنظمة، وذلك بفعل السياسة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس. من هذه المنطلقات ومن أجل مواكبة المجتمع المدني للجهود المبذولة على الصعيد الوطني، الجهوي والمحلي، لكسب رهان التنمية، وعملا على تعزيز الانفتاح على التجارب القارية والدولية، ومواكبة وتقوية مبادئ الديمقراطية التشاركية عبر تأطير وتأهيل العاملين داخل المجتمع المدني بمختلف المجالات الترابية للمملكة. و من أجل العمل والمساهمة في إصلاح منظومة التربية والتكوين عبر مناقشة وتحليل المناهج التربوية والمقاربات البيداغوجية المعتمدة حاليا. تعتبر محطة المؤتمر الوطني الخامس محطة محورية من أجل تطوير وتعزيز الهياكل التنظيمية للجمعية ومدها بمختلف الآليات اللازمة من أجل تعزيز قدراتها حتى تصبح فاعلة ترابيا. وذلك عبر بلورة استراتيجية جمعوية تتجاوب مع مختلف التحديات المنتظرة، قصد إرساء نموذج جمعوي فاعل ميدانيا، عبر المشاركة البناءة في مناقشة وبلورة البرامج التنموية المحلية وتعزيز التعاون والتشاور مع المنظمات والهيئات ذات الاهتمام المشترك داخل القارة الافريقية، والعمل على تبادل الخبرات والتجارب مع فعاليات المجتمع المدني داخل القارة السمراء. وقد شارك في هذا المؤتمر حوالي 200 مؤتمر ومؤتمرة يمثلون الفروع الستة والثلاثين للجمعية بمختلف أنحاء تراب المملكة، وعرفت جلسته الافتتاحية حضور جميع شركاء الجمعية من مؤسسات حكومية، مجالس منتخبة، منظمات دولية وجمعيات المجتمع المدني الوطني وكذا تمثيلية مهمة لجمعيات المجتمع المدني الإفريقي.