أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن السيدة نزهة الصقلي أن التقدم الكبير الذي حققه المغرب خاصة في المجال الديمقراطي، والحريات، وحقوق الانسان، هو ثمرة الرؤية السياسية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأضافت في كلمة ألقتها مساء أمس الخميس بمراكش خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاجتماعي الافريقي ال15 لنوادي الليونس الدولية، الذي تنظمه نوادي الليونس بالمغرب على مدى ثلاثة أيام، أن هذا التقدم، الذي تم تحقيقه بفضل الطاقات الحية بالمملكة، يهم ليس فقط حقوق الانسان كما هو متعارف عليه عالميا، ولكن كذلك حقوق المرأة، والمساواة بين الجنسين وحقوق الطفل وكذا الأشخاص المعاقين. وبعد أن أبرزت أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعطى سنة 2005 انطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لاحظت السيدة نزهة الصقلي، أن منهجية هذه المبادرة أرست "ديمقراطية تشاركية حقيقية" والتي تلعب، من خلالها، الجمعيات المحلية للتنمية دورا مؤسساتيا الى جانب المسؤولين الحكوميين والمنتخبين المحليين والوطنيين وبشراكة مع القطاع الخاص. وقالت الوزيرة إن هذه المبادرة مكنت من تعزيز التقارب بين جميع هؤلاء المتدخلين حول القضايا الرئيسية التي تؤثر على التنمية البشرية كمحاربة الفقر والأمية، أو محاربة وفيات المواليد والأمهات، وذلك بإيلاء اهتمام خاص بالبعد المتعلق ب"النوع" والبعد الخاص ب"الشباب". وأكدت على الأهمية القصوى التي يوليها المغرب لتحولات وتطور النشاط الجمعوي الحامل للأمل والابتكار والقيم الديمقراطية، مشيرة في هذا السياق الى الأهمية التي تكتسيها شبكات المجتمع المدني ليس فقط على المستوى الجهوي والوطني، بل أيضا عبر الدول والقارات. وأوضحت السيدة الصقلي أن المجتمع المدني مطالب بأن يكون مؤثرا على العلاقات الدولية للدفاع عن المصالح والحق في الحياة الكريمة والحقوق السوسيو- اقتصادية والثقافية في العالم. وبعد أن ذكرت أن افريقيا غنية بمواردها الطبيعية والبشرية، أكدت الوزيرة عن قناعتها بأهمية تطوير العلاقات جنوب- جنوب على مستوى المبادلات بين البلدان الافريقية، مبرزة أن المغرب مصمم على دعم المشاريع الخاصة بالتنمية البشرية في القارة الافريقية، وذلك من خلال الشراكات وتبادل التجارب والكفاءات. من جهته، أكد رئيس الدورة ال15 للمؤتمر الاجتماعي الافريقي لنوادي الليونس الدولية السيد موقيت عبدو، أن هذا الحدث الهام يمنح الفرص لإقامة علاقات وارساء روح التفاهم بين أعضاء هذه المنظمة بافريقيا والعالم بأسره. وأشار الى أن هذه التظاهرة، التي يشارك فيها حوالي 1000 مؤتمر والمنظمة تحت شعار "التنمية سبيل لإسداء الخدمات" تهدف على الخصوص الى النهوض بمفاهيم نوادي الليونس الدولية. وذكر السيد موقيت عبدو بالدورة التكوينية التي نظمت قبل انطلاقة هذا المؤتمر والتي همت التواصل والتحفيز وبعث الدينامية في المجموعة، حيث استفاد منها العشرات من الاعضاء الفاعلين في نوادي الليونس والمنتمين للبلدان الفرنكفونية بافريقيا، مبرزا أن هذا المؤتمر يشكل مناسبة لنوادي الليونس بالمغرب لاطلاع المؤتمرين على مستوى الأعمال التي تقوم بها خدمة لكافة المغاربة وذلك لتتويج قيم السلام والتسامح والحوار بين الشعوب. وأجمعت باقي التدخلات، من بينها كلمة رئيس نوادي الليونس الدولية السيد إبيرهارد ويرفس، على أهمية هذا المؤتمر الذي يشارك فيه 32 بلدا افريقيا وذلك للنهوض بمفاهيم هذه المنظمة عبر القارة السمراء. وأبرزوا أن دورة مراكش تعتبر أرضية مواتية لنوادي الليونس بافريقيا لتبادل المعارف والتجارب والخبرات ودراسة القضايا والانشغالات ذات الاهتمام المشترك والسعي الى تعزيز القيم الإنسانية القائمة على السلام، والتسامح، والتضامن، والتقاسم، والتفاهم المتبادل، والحوار بين الشعوب. ونوهوا في هذا الصدد باللجنة المشرفة على تنظيم هذه التظاهرة وبالجهود التي بذلتها من أجل توفير كل سبل النجاح للدورة ال15 للمؤتمر الاجتماعي الافريقي لنوادي الليونس الدولية. تجدر الإشارة الى أن أشغال هذه التظاهرة تتمحور حول مواضيع تهم على الخصوص، دراسة دور نوادي الليونس في خدمة التنمية البشرية في القارة الإفريقية. وتميزت الجلسة الافتتاحية لأشغال هذا المؤتمر بحضور على الخصوص والي جهة مراكش تانسيفت الحوز بالنيابة السيد بوشعيب المتوكل وعدة شخصيات فاعلة في المجالين الإجتماعي والسياسي ومسؤولين دوليين في حركة الليونس.