احتفل المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، بتخرج 90 إطار من أطر المندوبية، ضمن الفوج الأول لماستر العلوم السجنية، والذين تلقوا تكوينهم الأكاديمي هذا لمدة سنة بين أحضان الجامعة الدولية بالرباط. وكان حفل التخرج، الذي شهدته رحاب الجامعة الدولية بالرباط يوم الإثنين 13فبراير 2017 وحضره كل من رئيسي جامعة كرونوبل الفرنسية والجامعة الدولية بالرباط، مناسبة مواتية أكد فيها محمد صالح التامك على سعي المندوبية إلى «بناء جهار يتوفر على أطر سجنية مدربة ومؤطرة وفق أحدث مناهج التكوين» بغاية إحداث إدارة «تتجاوب مع المستجدات، التي يعرفها القطاع السجني. وتواكب التطور، الذي تعرفه بلادنا في مجال الديموقراطية وحقوق الإنسان وأنسنة ظروف الاعتقال وتهييئ السجناء للاندماج في محيطهم الاجتماعي والمهني والتوفيق بين المتطلبات الأمنية للمؤسسات السجنية وسلامة نزلائها وبين ما تتطلبه العقوبة السالبة للحرية من أبعاد إنسانية وتربوية».
وشدد المندوب العام على أنها الاستراتيجية العامة، التي تبنتها المندوبية، والتي لا يمكن أن «يكتب لها النجاح إلا بالانخراط الكامل للموارد البشرية لهذه المندوبية العامة، لذلك أولينا اهتمامنا بشكل مباشر لتأهيل العنصر البشري من خلال دورات تكوينية سواء في إطار التكوين الأساسي أو التكوين المستمر». وأضاف المندوب العام منبها إلى أنه وبالرغم من التطور، الذي عرفه قطاع السجون خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه «مازال يعاني من بعض الإكراهات التي تعطل المجهودات المبذولة من طرف الجميع، بما فيهم أطر المندوبية العامة وشركائها، لذلك، لا زلنا بحاجة لتغيير كبير في كثير من الأمور وهذا التغيير يتطلب الجرأة والجهد لأن التغيير يخرجنا من دائرة الاسترخاء ويدفع بنا إلى العمل والبذل وفق منظور يروم تحسين الوضع السائد بهذا الوسط». وأوضح محمد صالح التامك أن «تكوين وتأهيل الموارد البشرية بالقطاع السجني خيار لا محيد عنه لضمان انخراط هذه الأخيرة، كقوة فاعلة في حركية الإصلاحات ودينامية التحديث التي نصبو إليها، ومطلبا ملحا لكسب رهانات تحسين الفضاء السجني والنهوض به». وأوضح، في ذات السياق، أن التكوين المستمر في مجال العلوم السجنية «ليس آلية فقط لتحيين أو تطوير المعارف والخبرات والمهارات الخاصة بتدبير الفضاء السجني بقدر ما يجب أن تكون استثمارا للموارد البشرية في حل الإشكاليات الحقيقية التي يعرفها هذا الفضاء». ويهدف هذا التكوين في العلوم السجنية، الذي استفاد منه أطر المندوبية العامة في إطار شراكة مع الجامعة الدولية للرباط، في إطار تفعيل برنامج التكوين المستمر لأطر المندوبية العامة، إلى تطوير قدرات أطر المندوبية العامة وكفاءاتهم المهنية ومواكبتهم لآخر المستجدات في مجال تدبير القطاع السجني، وتهييئهم لتحمل المسؤوليات المستقبلية سواء على المستوى المركزي أو الجهوي أو على مستوى المؤسسات السجنية.