الجبهة التي فتحها حميد شباط مع حزب التجمع الوطني للأحرار لن تقل ضراوة، بالمقارنة مع باقي الجبهات، فما إن وجه نيران انتقاداته يوم السبت الماضي، إلى حزب "الحمامة"، حتى جاء الرد سريعا من رفاق عزيز أخنوش، في مواجهة من المرتقب أن تكون ساخنة، بعدما كانت فصولها، خلال الأشهر القليلة الماضية،تجري في صمت. حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يرفع شعار "لاخصوم له، الخصم هو الفقر والأمية"، وبعد أن نفذ صبر قيادييه من الانتقادات المتالية، وخصوصا بعد تولي عزيز أخنوش قيادته، خرج بمقال، بمثابة بلاغ، على موقعه الرسمي قصف به زعيم حزب الاستقلاليين حميد شباط، دون أن يسميه بالإسم، بعد تصريحاته الأخيرة، التي هاجم فيها أخنوش وحزبه. "التجمعيون، وبعد اتهامهم لحزب الاستقلال ب"التشويش على تحركات حزبهم"، في إشارة إلى الدينامية الجديدة التي عرفها حزب "الحمامة"، بعد تولي عزيز أخنوش القيادة، بصموا على مقال/بلاغ شديد اللهجة في حق حميد شباط وحزبه، الذي يخوض معارك على عدة واجهات، فقد جاء في بلاغ حزب الحمامة، "دينامية الحزب أزعجت حزبا عرف، أخيرا، مجموعة من الحوادث المؤسفة، لم يجد بديلا آخر لإصلاحها أفضل من مهاجمة التجمع الوطني للأحرار، الذي أخذ على عاتقه رهان إيجاد أفضل السبل لتخليق العمل السياسي، والدفاع عن مكتسبات الوطن وخدمة المواطن". ولم يتوقف التجمعيون عند هذا الحد، بل تضمن بلاغهم كلمات قاسية، حيث دعوا شباط إلى الاهتمام مشاكله ومشاغله،، وقال البلاغ "هذا الطرف السياسي وعوض أن يوجه دفة اهتمامه لمشاكله الداخلية التي لم تعصف به لوحده، وإنما كادت أن تسبب مشاكل كارثية للوطن برمته "، وذلك في إشارة إلى تصريحات شباط حول موريتانيا، التي كادت أن تخلف أزمة دبلوماسية بين المغرب والجارة الجنوبية، "لولا السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة ولرجال وطنيين حقيقيين، لكانت النتائج لا يحمدعقباهاعلى مستقبلالمغرب"، يضيف البلاغ. وقال حزب التجمع الوطني للأحرار إنه يحتفظ لنفسه بحق الرد على ما اعتبره "زيف الادعاءات الصادرة عن هذا القيادي" في الوقت المناسب. تصريحات شباط، التي أغضبت "الأحرار"، وإن فضل رفاق أخنوس عدم الاهتمام بها في البداية، إلا أن ذلك لم يمنع بعض القيادات من الإشارة إليها، فقد قال الطالبي العلمي، في تصريح صحافي، "هاد الجهة اللي كتستهدفنا هاد الأيام باغا تحول الاهتمام ديال الناس على المشاكل ديالها بالمهاجمة المجانية ديالنا"، مضيفا: "يلا كانت هاد الهجمات كتبين شي حاجة فهي كتبين أننا على الطريق الصحيح". ودون أن يسميه، قال القيادي التجمعي عن شباط: "هاد السيد اللي كيهاجمنا خليه يعوم فالمستنقع ديالو. اليوم اللي غيقرر فيه حزب التجمع الوطني للأحرار الإجابة على هاد الهجمات غيعرف التوقيت المناسب، وغيعرف آش غيقول لهاد الناس اللي كيهاجموه". وختم تصريحه بالقول: "حنا فالوقت الحالي ما مساليينش للرد على هاد الكلام الفارغ، التركيز ديالنا كله منصب على العمل فقط. من جانبه استغرب القيادي التجمعي وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار محمد أوجار في حوار أحد المواقع الالكترنية، الهجمات التي يتعرض لها التجمع الوطني للأحرار، قال فيه "يخجل الإنسان حين يرى شخصيات سياسية تساهم في هذه العمليات الوسخة دون أي احترام للقانون أو الأخلاق"، بل يزداد الخجل والاستغراب، يضيف القيادي التجمع " حين تأتي هذه الممارسات الساقطة والمنبوذة من جهات تدعي التمسك بالدين والأخلاق الحميدة والوطنية". وأضاف أوجار أن بعض الجهات " لا تتورع حتى في اختلاق الأكاذيب وفبركة المعطيات إلى درجة الادعاء"، وذلك في ما تم الترويج له في السابق أن عزيز أخنوش هو رجل أعمل وليس له علاقة بالسياسة، وهذا الادعاء، يقول أوجار" جاء من سياسي يعرف خبايا الحياة السياسية"، وذلك قبل أن يختم " عزيز أخنوش انتخب مستشارا جماعيا سنة 2003، وأنه أيضا تم انتخابه لرئاسة جهة سوس ماسة درعة في السنة نفسها، وانتخب نائبا برلمانيا عن دائرة تيزنيت في سنة 2011″. وكان حميد شباط في لقاء جهوي جمعه بأطر وقواعد حزبه بجهة فاس–مكناس نهاية الأسبوع الماضي، قد وجه نيران مدفعيته نحو القلعة التجمعية ورئيسها عزيز أخنوش، الذي قال عنه: إن 30 مليون مغربي، إذا جمعوا كل ثرواتهم لن يصلوا إلى ثروة واحدة لرئيس حزب التجمع الوطني للأحرار»، ليعلن عن رقم خيالي، إذ قدر شباط قيمة ثروة عزيز أخنوش بمليار و750 مليون يورو.