استيقظ زبناء الفندق المصنف «حدائق الكتبية»، على مشهد ألسنة اللهب وهي تأتي على الأخضر واليابس بالجزء العلوي من الفندق. كانت عقارب الساعة تلامس حدود الواحدة صباحا، وفضاءات الفندق الموجود بمنطقة «فحل الزفريتي» بساحة جامع الفنا تعيش هدوءها المعتاد، وقد خيم الصمت على الأجنحة والممرات، فيما الزبناء مستسلمون لنومهم الهنيء، حين دبت حركة مفاجئة وانطلق حفل تسابق بين موظفي ومستخدمي الفندق، الذين انتشروا بمختلف الطوابق والممرات، وشرعوا في طرق أبواب الغرف يحثون نزلائها على الإسراع في مغادرة المكان والتوجه خارج الفندق. سادت أجواء الهرج والمرج، وشرع الزبناء من أجانب ومغاربة يتلمسون المنافذ والمسالك المؤدية إلى خارج الفندق، وجلهم اضطروا إلى المغادرة بلباس النوم، مخلفين وراءهم كل متعلقاتهم لا يلوون على شيء،فيما بدا جليا أن أغلبهم لا يعي ما يجري من حوله. البطل العالمي هشام الكروج، لم يخطئه هول اللحظة بالنظر لكونه كان من ضمن نزلاء الفندق مرفوقا ببعض أفراد أسرته، وعلق على صفحته بالتويتر بجملة معبرة «حالة ذعر شاملة،النيران تلتهم الفندق الذي نقطن به». تداعت إلى الفندق مختلف المصالح والأجهزة، واستنفرت عناصر الوقاية المدنية كل إمكاناتها البشرية واللوجيستيكية لمحاصرة ألسنة النيران المتطايرة، وإخماد الحريق قبل أن ينتقل إلى باقي المرافق والأجنحة، ويمتد إلى البنايات المجاورة. بعد جهد جهيد، نجحت المجهودات المبذولة في السيطرة على الحريق وإخماد ألسنته، لينقشع المشهد عن مظاهر خراب طالت الجزء العلوي من الفندق، دون تسجيل أي إصابات أو اختناقات، سواء في صفوف النزلاء أو العمال، فيما أكدت مصادر من عين المكان تسجيل خسائر مادية جسيمة، بعد أن أتت النيران على العديد من الأجهزة والأمتعة، فيما رجحت المصادر ذاتها، فرضية أن يكون سبب اندلاع النيران ناجما عن تماس كهربائي طارئ.