تستعد أسر مرضى التوحد في السابع من يناير 2017، للخروج للعلن، وتنظيم مسيرة زرقاء بالرباط أمام البرلمان، وذلك من أجل إثارة الوعي حول مرض التوحد، بعدما نظموا منذ أكثر من ثلاثة أشهر مسيرة زرقاء افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل كسر الصمت ورفض الوصاية والرقابة الممارسة على أصواتهم وتحركاتهم. فاطمة أبو الأنوار، إحدى الأمهات بمدينة الجديدة، اعتبرت هذا الصوت «محايدا، ولا يحمل أي لون أو انتماء لأي جمعيات أو أي مراكز»، فهو صوت الآباء والأمهات والعائلات والداعمين لملف التوحد. فاطمة، أطلقت صرخة ضد ما وصفته حيفا يعيشه مرضى التوحد وعائلاتهم، الذين يعتبرون مواطنين لا يتمتعون بأي حق من حقوق المواطنين، وأيضا من أجل لفت الانتباه والتوعية بإعاقة التوحد، خاصة أن الأسر يعانون من تصرفات الأطفال التوحديين، في ظل جهل الآلاف منهم بالنسبة لمرض التوحد، الذي يتميز بخصوصية المرض الصامت والنادر. إنه مرض مزعج ومكلف ليس فقط للمصابين، بل للأسرأيضا. تختلف أعراضه من طفل لآخر، وبالتالي ليس هناك طريقة معينة وموحدة تصلح للتخفيف من أعراض التوحد في كل الحالات، «تعزيز الوعي بهذا المرض، وتفعيل الدور التوعوي والثقافي لدى فئات عديدة من المجتمع، ومن أجل حث المسؤولين على إرساء مقاربة سلوكية من أجل الدمج المجتمعي لمرضى التوحد»، هو الهدف من هذه المسيرة، تقول فاطمة، التي شددت على أن هناك «ضعفا في التوعية بالمرض ونقص في الأخصائيين، وضعف في التمدرس». أصرت فاطمة على دق ناقوس الخطر بالنسبة لمرض سلوكي مازال طي النسيان، معتبرة أن مساندة قضية التوحد التي «لا صوت لها ولا تجد من يتبناها»، جاءت بغاية رفع الظلم والإقصاء عن أسر وأطفال مهمشين يصارعون المرض في صمت. تشير المعطيات إلى أن عدد مرضى التوحد بالمغرب حوالي 300 ألف حالة إصابة، وأن شخصا إلى اثنين من كل 100 شخص، يعاني من مرض التوحد حول العالم، بمعدل أربع مرات أكثر لدى الذكور، وعلى أسس وراثية قوية في الكثير من الأحيان، كما يرتبط في بعض الحالات النادرة بالعوامل المسببة للتشوهات الخلقية والمسببات البيئية الأخرى، مثل المعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية أو لقاحات الطفولة. الاكتشاف والتشخيص المبكرين يمكنان الطفل المصاب بالتوحد من الاندماج الاجتماعي، إذ يستجيب المصابون بالتوحد بشكل جيد لبرامج العلاج السلوكي، وتنمية المهارات الاجتماعية، على أن يشرف على هذه البرامج أخصائيون مدربون بشكل جيد.