لم تكن العلاقات المغربية الأمريكية، خلال ولاية الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مفروشة بالورود، رغم لقاء القمة الذي جمع الملك محمد السادس بأوباما في البيت الأبيض شهر نونبر من سنة 2013، خاصة فيما يتعلق بملف الصحراء. لذلك يراهن الملك محمد السادس على دخول الجمهوريين إلى البيت الأبيض من أجل بدء صفحة جديدة تسمح بتجاوز توترات الولايتين الرئاسيتين الأخيرتين للديمقراطيين. ذلك ما يستفاد من الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك محمد السادس، أول أمس الأربعاء، مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وبعد أن جدد الملك «تهانئه الحارة والصادقة» لترامب إثر انتخابه الرئيس 45 للولايات المتحدةالأمريكية، أفاد بلاغ للديوان الملكي أن قائدي البلدين اتفقا «على العمل من أجل تعزيز الروابط الاستراتيجية والعريقة المتعددة الأبعاد التي تجمع بين البلدين». وتعليقا على آفاق العلاقات المغربية الأمريكية في ظل الإدارة الجديدة بالبيت الأبيض، قال علي الزياتي، الخبير المغربي في التواصل السياسي في جامعة فرجينيا الأمريكية، في تصريح ل«الأحداث المغربية»: «إنه ورغم انتهاء ولاية الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما من دون حصيلة تذكر، بالنسبة للعلاقات المغربية الأمريكية، وأدت إلى تحولات جذرية في الديبلوماسية المغربية، مما دفعها إلى البحث عن شركاء اقتصاديين وسياسيين جدد خصوصا روسيا والصين، إلا أن العلاقات التاريخية، الاقتصادية والعسكرية بين أمريكا والمغرب، ستعرف على العهد الجمهوري، العودة إلى حالتها الطبيعية التي اتسمت بالدفء». وهذا يدحض، يضيف الخبير المغربي، الذي تابع العلاقات بين البلدين لمدة 25 سنة، ما تردد من أن تعيين «تيكس تيلرسون» في منصب وزير الخارجية الأمريكية، سيزيد من حالة الغموض والترقب بخصوص السياسة الخارجية التي ستتبناها الإدارة الأمريكية تجاه المغرب، وخصوصا قضيته الوطنية الأولى قضية الصحراء، بحكم عمل رئيس الدبلوماسية الأمريكي الجديد في مجال النفط وعلاقته الوثيقة بالمركب النفطي الجزائري. الخبير المغربي، أضاف في حوار مع «الأحداث المغربية» أنه وبغض النظر عن الأهمية التي قد تلعبها المصالح الاقتصادية للإدارة الأمريكيةالجديدة في التأثير على صنع القرار في واشنطن، فإن للمغرب مكانة كبيرة في الاستراتيجية الأمريكية السياسية والعسكرية وفي مكافحة الإرهاب. لاسيما موقع المغرب الاستراتيجي القريب من ممر جبل طارق، هذا الأخير الذي من المقرر يقول الخبير المغربي «أن يلعب دورا كبيرا في استراتيجية حلف الشمال الأطلسي لمواجهة التمدد الروسي». عامل آخر، يضيف علي الزياتي، سيلعب دورا كبيرا في جعل الرباط تحظى بأهمية كبرى لدى صناع القرار في واشنطن، ألا وهو الدور المغربي الرائد في مواجهة الإرهاب، والتصدي بشكل فعال للمخططات الإرهابية، ومساهمته في نشر قيم التسامح وإشاعة المبادئ السمحة للإسلام، وذلك من خلال تكوين الأئمة في العديد من البلدان الإفريقية والأوروبية، وهي كلها أمور حظيت بتنويه أكثر من مرة في واشنطن. الخبير المغربي، قال من جهة أخرى إن وزير الخارجية الأمريكي الجديد «تيكس تليرسون» ولقلة خبرته الدبلوماسية والسياسية، سيستعين بأهم المستشارين ممن عملوا إلى جانب وزيرة الخارجية الأمريكية والرئيسة السابقة لمجلس الأمن القومي «كوندوليز رايس»، وأغلبهم يعرفون المغرب جيدا ومدى أهميته في الاستراتيجية الأمريكية. وهؤلاء، يضيف علي الزياتي، يعرفون جيدا الدور الكبير الذي لعبه المغرب في محاربة الإرهاب عبر العالم، وهو ما حدا بالرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الابن، باعتبار المغرب من أكبر حلفاء أمريكا خارج حلف الناتو والتوقيع على اتفاقية للتبادل الحر بين البلدين، بالإضافة إلى تبنيه لموقف داعم للمغرب بخصوص الصحراء ولمخطط الحكم الذاتي.