أكد نائب رئيس مجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسل)، مدير (أفريكا سانتر) التابع لها، بيتر فام، أن الملك محمد السادس، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى نيجيريا، ثالث محطة ضمن جولة ملكية قادته أيضا إلى إثيوبيا ومدغشقر، يعد بحق "زعيم قارة إفريقية منخرطة بعزم في دينامية صنع مصيرها بنفسها"، من خلال تعاون جنوب – جنوب متين، يضع في صلب انشغالاته رفاهية وتطلعات الانسان الافريقي. واعتبر بيتر فام، أمس السبت، أن هذه الجولة، التي تأتي ضمن سيرورة سابقاتها، تشكل التجسيد الأمثل للاستراتيجية التي وضعها محمد السادس منذ اعتلائه العرش، في إطار مقاربة تتفرد بأصالة الالتزام وترتكز على قوة امتداد متعددة الأبعاد وشراكات من أجل تنمية متضامنة تعود بالنفع على الجميع. ولاحظ أن المغرب كان على الدوام وصلة الربط بين العالم العوالم العربية الأوروبية والمتوسطية والإفريقية، لافتا إلى أن المملكة لم تفتأ أبدا عن أن تكون جزءا من إفريقيا، التي تشكل عمقها الاستراتيجي بقوة تراثها الثقافي والروحي الغني والمتنوع والتاريخ العريق المتميز. وأبرز الخبير الأمريكي أن "القيادة الملكية تعمل على تعزيز وتنويع العلاقات بين المغرب والدول الإفريقية دون أي تمييز جغرافي كان"، مشيرا إلى أن الزيارة الرسمية للملك إلى نيجيريا تسعى لأن تشكل "لقاء المغرب، ثاني أكبر مستثمر بالقارة الأفريقية والأول بغرب إفريقيا، مع نيجيريا، البلد المؤثر والذي يتوفر على مؤهلات كبيرة وواحد من أكبر الاقتصادات الإفريقية". وقال إن "هناك تضافر طبيعي يجري نسجه بين البلدين الإفريقيين الكبيرين". وشدد على ان المغرب، بفضل القيادة الملكية، من شأنه أن يشيد مع نيجيريا شراكة رابح – رابح في مختلف المجالات، تعد بأن تصبح نموذجا ساطعا للتعاون جنوب – جنوب. وتجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس ورئيس جمهورية نيجيريا الفيدرالية محمدو بخاري، ترأسا السبت بالقصر الرئاسي بأبوجا، حفل إطلاق مشروع إنجاز خط إقليمي لأنابيب الغاز سيربط الموارد الغازية لنيجيريا بموارد العديد من بلدان غرب إفريقيا والمغرب. كما ترأس قائدا البلدين حفل التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الثنائية تهم مجالات الاستثمار والتكوين وتقوية قدرات الشباب والهيدروكاربورات والمعادن والسياحة والبنوك والمالية والتأمين واللوجستيك. وبهذا الخصوص، أشار بيتر فام إلى أن الامتداد متعدد الأبعاد للقيادة الملكية بالقارة الإفريقية يعزز دعم غالبية البلدان الإفريقية لمخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، وكذا عودة المملكة إلى مكانها الطبيعي ضمن الاتحاد الإفريقي، موضحا أن "أقلية صغيرة لا يمكن أن تأخذ الغالبية الكبرى رهينة".