أكد مدير (أفريكا سانتر) التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسل)، بيتر فام، أمس الأحد، أن الوقت حان للاتحاد الإفريقي لتصحيح خطأ تاريخي دفع بالمغرب إلى ترك الاتحاد في ظروف استثنائية، معتبرا أن هذه المنظمة الإفريقية القارية "لا يمكن أن تبقى رهينة لدى أقلية صغيرة، تحركها إيديولوجية متقادمة، لا تتساير مع الشرعية الدولية، الداعمة لمغربية الصحراء". وأعرب الخبير الأمريكي عن الأسف لكون "أقلية صغيرة ترهن أغلبية كبيرة على حساب الشرعية الدولية والمصالح الفضلى للقارة الإفريقية برمتها"، مشيرا إلى أن "عودة المغرب إلى هذه المنظمة الإقليمية سيسمح للمملكة بأن تسترجع حقوقها كاملة، وللاتحاد الإفريقي بأن يتوافق مع القانون الدولي". من جهة أخرى، أكد فام أن المغرب كان قد غادر منظمة الوحدة الإفريقية "في ظروف استثنائية، لكن المملكة لم تدر أبدا ظهرها إلى إفريقيا، كما تدل على ذلك الاستراتيجية الملكية الرامية إلى إرساء شراكات مربحة للجميع مع البلدان الافريقية". وخلص إلى أنه ب "فضل قيادة جلالة الملك، أصبح المغرب قوة مؤثرة بالقارة من أجل إرساء تنمية متضامنة وحريصة على رفاهية الشعوب وازدهارها"، معتبرا أن "عودة المغرب إلى مكانه الطبيعي ضمن المنظمة سيسمح بتصحيح خطأ تاريخي واسترجاع المملكة لحقوقها كاملة". الرسالة الملكية الموجهة لقمة الاتحاد الإفريقي تبرز انفراد المغرب في بلورة نموذج فريد وأصيل للتعاون جنوب-جنوب اعتبر الأستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي (جامعة محمد الخامس بالرباط) عمر العسري، أن الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى القمة ال 27 للاتحاد الإفريقي المنعقدة بالعاصمة الرواندية كيغالي، تبرز انفراد المغرب في بلورة نموذج فريد وأصيل وملموس للتعاون في كل القضايا والمجالات الاستراتيجية في إطار جنوب-جنوب. وأوضح الأستاذ الجامعي، أن الرسالة الملكية الموجهة لأشغال القمة تحمل عدة دلالات وأبعاد لعودة المغرب للوحدة الإفريقية، تتمثل في إبراز تجذر روابط المغرب كبلد إفريقي بقارته، بفعل الجغرافيا وبفضل القيم المشتركة، الثقافية والروحية المتوارثة. كما تبرز الرسالة الملكية، يضيف العسري، البعد التاريخي لعلاقة الملوك المغاربة بإفريقيا، وتظهر استمرارية قوتهم في التعامل مع مختلف القضايا الإفريقية، فضلا عن إبراز حاجة إفريقيا للمغرب بحكم مكانته وقوته وحضوره المستمر في المساهمة في استتباب الاستقرار في عدة دول إفريقية. وأشار إلى أن جلالة الملك سجل أيضا قوة المغرب الاقتصادية، وكذا قوة الفاعلين الاقتصاديين المغاربة، وحضورهم القوي في أهم مجالات الاستثمار، كالأبناك والتأمين والنقل الجوي والاتصالات والسكن، مستدلا بترتيب المغرب كأول مستثمر إفريقي في إفريقيا الغربية. وكثاني مستثمر في إفريقيا كلها. كما استحضرت الرسالة الملكية، يضيف العسري، حتمية احتياج إفريقيا للمغرب وليس احتياج المغرب لإفريقيا فقط، وذلك بحكم مكانته وقوته وحضوره المستمر في استتباب الأمن والاستقرار في عدة دول إفريقية، وكذا دوره في المساهمة في تنميتها وتطوير مستقبلها. واشار إلى أن نهضة الاتحاد الإفريقي تحتاج للابتعاد عن التلاعب بمصالح الدول وتمويل النزعات الانفصالية، مبرزا الدعوة التي وجهتها الرسالة للاتحاد الإفريقي من أجل استحضار الحكمة في التعامل مع قضية الصحراء المغربية في إطار مسار التسوية الذي يرعاه مجلس الأمن، حتى يتمكن الاتحاد من تطوير أدائه في تحقيق النهضة الافريقية الشاملة في كل القضايا.