انطلقت مساء أمس الاثنين بالرباط أشغال الدورة الثالثة للندوة العلمية الدولية، حول موضوع "الدين والمرأة"، والتي تتناول المفارقة بين مثالية النص وواقع التهميش الذي تعيشه المرأة، بمشاركة باحثين مغاربة وأجانب. وتهدف هذه الندوة ، التي تنظمها "حركة ضمير" على مدى يومين، بشراكة مع مؤسسة فريدريش ناومان إلى المساهمة في إغناء النقاش العلمي والمجتمعي حول موضوع الدين وعلاقته بالمرأة والوقوف على المفارقات بين النظرة "المثالية" التي تخترق بعض النصوص الدينية وواقع التهميش الذي تعيشه النساء على عدة مستويات. وقال رئيس حركة "ضمير"، صلاح الوديع، في افتتاح الندوة، ان اختيار مناقشة موضوع "الدين والمرأة" في أبعاده الرمزية والقانونية والسياسية والمجتمعية، جاء نتيجة الحضور الطاغي، سلبا أو إيجابا، للمرجعية الدينية في الخطاب الإعلامي والسياسي والمعرفي من جهة، والتداعيات المصاحبة لهذا الموضوع والرهانات المرتبطة به سياسيا وقانونيا واجتماعيا وثقافيا.
وأضاف أن الندوة تتوخى رصد أثر القراءات الدينية المختلفة على الميز الذي يلحق بالمرأة اليوم"، معتبرا أن مختلف أشكال التمييز التي يعاني منها العنصر النسوي على كافة الأصعدة تتناقض مع المقاصد الدينية التي تدعو إلى تحقيق العدل على الأرض. وتابع أن كل المجتمعات، بما فيها المجتمع المغربي، تشهد عوامل تغيير متتالية، تاريخية وموضوعية ، تدفع بثبات نحو إعادة النظر في هذه التصورات الماضوية والتي تحول، باسم الدين، دون تبوء المرأة مكانتها الإنسانية الكاملة. من جانبه، ثمن مدير مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية، أولاف كيليرهوف، التعاون القائم بين المؤسسة وحركة "ضمير" في الاهتمام بموضوع دور المرأة في الإسلام، معربا عن رغبتها في دعم توجه المغرب الرامي الى تعزيز مكانة المرأة في المجتمع في اطار من المساواة وتكافؤ الفرص. ونوه كيليرهوف بالتطور الذي حققته المملكة المغربية في هذا المجال، مبرزا استعداده للعمل مع الهيئات المغربية من أجل محاربة الصور النمطية والأحكام المسبقة عن المجتمعين الغربي والإسلامي في الاتجاهين. وتضمن هذا اللقاء، الذي يعرف مشاركة باحثين مغاربة وأجانب من العراق واليمن ومصر وتونس وفرنسا، بالخصوص، مداخلات حول مواضيع إشكالية من قبيل ميراث المرأة المغربية بين تعاليم الإسلام والممارسة، والظاهرة الدينية وتمظهرات اللباس في فضاء علماني، ودور المرأة في مناطق الصراع الديني، والنساء والأديان: الخروج من عنق الزجاجة. كما سيعرف برنامج هذه الندوة عقد ثلاث جلسات علمية، حيث ستناقش الأولى القضايا النظرية، وستتناول الثانية القضايا العلمية، فيما ستركز الثالثة على دور المجتمع المدني، إلى جانب تنظيم جلسة خاصة بشهادات لمناضلات بارزات في الحركة النسائية. وتندرج الندوة في إطار سلسلة من اللقاءات الموضوعاتية الدولية التي تنظمها حركة "ضمير"، حيث سبق أن احتضنت ندوتين دوليتين ناقشت الأولى موضوع "الدين والحرية"، فيما تناولت الثانية موضوع "الدين والقانون".