يدشن كرسي فاطمة المرنيسي، الذي أحدث بمبادرة مشتركة للمدرسة العليا للتدبير وجامعة محمد الخامس، نشاطه بندوة دولية حول "تجليات أعمال وحياة فاطمة المرنيسي" من 30 نونبر إلى 2 دجنبر. وذكر بلاغ للمنظمين أن النشاط سيكون مناسبة لتدشين مقر كرسي "فاطمة المرنيسي" برئاسة جامعة محمد الخامس بالرباط (العرفان). وسيتم تقديم الكرسي بواسطة المنسقين المختار الهراس، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وإدريس كسيكس، كاتب ومدير مركز بحثي بالمدرسة العليا للتدبير. ويعرض بالمناسبة شريط بعنوان "شهرزاد تريد حاسوبا" وهو فيلم قصير حول فاطمة المرنيسي من تقديم المخرج محمد عبد الرحمن التازي، كما تعرض صور مختارة، من تقديم الفنانة التشكيلية لطيفة التيجاني. وتتوزع أشغال اللقاء حول مجموعة جلسات تتناول مواضيع "المرأة/الرجل، المجتمع والديمقراطية"، و"الديناميات المحلية والشباب في عصر العولمة" و"الاقتصاد الفعلي والمقاولاتية الاجتماعية"، فضلا عن تقديم مجموعة شهادات لباحثين مغاربة وأجانب حول الإرث الفكري والبحثي للراحلة. ويقول منسقا الكرسي، المختار الهراس وادريس اكسيكس إن المشروع العلمي يروم نشر أفكار الراحلة والتعريف بتراثها وإرساء فضاء لربط الجسور الأكاديمية والإعلامية حول أبحاثها. إنها مبادرة، يضيف المنسقان، لمحاورة أعمال فاطمة المرنيسي مع غيرها ولتشجيع الطلبة الباحثين المتميزين من خلال منح دراسية وتخصيص جوائز للباحثين. ولدت فاطمة المرنيسي في مدينة فاس عام 1940 ، ودرست في الرباط ومن ثم في فرنسا والولايات المتحدة. ثم مارست التدريس في جامعة محمد الخامس في الرباط وفي عدد من الجامعات الفرنسية والأمريكية. وإضافة إلى التدريس، عملت باحثة في المعهد الوطني للبحث العلمي بالرباط، وعضوا في مجلس جامعة الأممالمتحدة. وتمحورت اهتمامات الفقيدة حول مواضيع الإسلام والمرأة والجنس وقضية المساواة وحقوق النساء، كما عرفت بنشاطها في المجتمع المدني حيث أطلقت "القوافل المدنية" وكذلك تجمع "نساء، أسر وأطفال". ومن بين أشهر مؤلفاتها "الجنس، الإيديولوجيا والإسلام" (1985)، و"الجنس كهندسة اجتماعية" (1987)، و"العالم ليس حريما" (1991)، و"الحريم السياسي: الرسول وزوجاته"، و"ما وراء الحجاب"، و"شهرزاد ترحل إلى الغرب"، و"نساء على أجنحة الحلم"، و"سلطانات منسيات" وغيرها. وقد ترجمت مؤلفاتها إلى لغات عدة. وحصلت فاطمة المرنيسي في ماي 2003 على جائزة أمير أستورياس للأدب (أرفع الجوائز الأدبية بإسبانيا) مناصفة مع سوزان سونتاغ. كما حازت في نونبر 2004 على جائزة "إراسموس" الهولندية إلى جانب المفكر السوري صادق جلال العظم والإيراني عبد الكريم سوروش. وتم اختيار المرنيسي عام 2003 عضوا في لجنة الحكماء لحوار الحضارات التي شكلتها اللجنة الأوروبية برئاسة رومانو برودي.