من خلال تولي مشروع تثمين والحفاظ على قناة بانغالانيس بمدغشقر، وهي واحدة من أطول الممرات المائية في العالم، عبر شراكة بين وكالة مارشيكا المغربية وحكومة مدغشقر، يضع المغرب كل الخبرة التي راكمها على مر السنين رهن خدمة التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة في أفريقيا. ويأتي هذا المشروع الضخم عقب تفويت حكومة كوت ديفوار للشركة ذاتها، إنجاز مشروع تثمين وتطوير خليج كوكودي، في أبيدجان، الذي كلف استثمارات ضخمة تبلغ 137 مليار فرنك أفريقي، والذي سيتم الانتهاء من إنجازه في أواخر 2020 وبداية 2021. وتندرج مشاطرة الخبرة المغربية في إفريقيا ضمن إطار رؤية ملكية تؤكد أن إفريقيا يجب أن تأخذ زمام أمورها بنفسها وأن تثق في قدرات أبنائها. ويهم مشروع خليج كوكودي الضخم إنجاز أعمال تتعلق بالبنيات التحتية وفق المعايير الدولية من ضمنها جسر معلق وحديقة حضرية ومارينا ومسالك مجهزة للتجول بالاضافة الى محلات تجارية ومطاعم ومرافق ترفيهية وتهيئة المنظر العام. كما يهدف هذا المشروع الذي يندرج في إطار التزام المملكة الراسخ بتعزيز التعاون جنوب – جنوب طبقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بشأن تنمية القارة الافريقية، الى حماية وتثمين خليج كوكودي وإعادة التاهيل الايكولوجي للخليج وبحيرة ايبري وذلك من خلال بناء سد ومنشآت هيدروليكية وبحرية، وإنشاء البنيات التحتية الطرقية، ومنشآت للولوج، فضلا عن إنجاز مارينا وحديقة حضرية ومسالك مجهزة للتجول. وهكذا فإن وكالة مارشيكا القوية بتجربتها في مجال تهيئة وتثمين بحيرة مارشيكا وخليج كوكودي بكوت ديفوار، تتولى إنجاز مشروع لا يقل أهمية عن المشاريع السابقة ويتعلق الامر بمشروع تهيئة قناة بانغالانيس بمدغشقر. ويقوم المشروع، الذي تم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأنه أمس الاثنين بأنتناناريفو، خلال حفل ترأسه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس جمهورية مدغشقر السيد هيري راجاوناريمبيانينا، على بلورة آليات حماية وتثمين المنظومات الإيكولوجية للمواقع التي تعبرها. كما يروم إيجاد تناغم ترابي من خلال تحديد وإدماج مختلف مميزات المواقع المتواجدة على ضفاف القناة، لاسيما تلك المرتبطة بالمجالات الإيكولوجية والفلاحية والصناعية، والمنجمية، والمينائية والحضرية و الثقافية والسياحية. ويشمل هذا المشروع المندمج، الذي سيتم إعداده وتهيئته في إطار شراكة بين وكالة مارشيكا ميد والحكومة الملغاشية، العناصر الإيكولوجية والبيئية، والمميزات الهيدروليكية والترسبية، وتهيئة المشهد العام والحركية والنقل، كما ينطلق من رؤية للتنمية الاقتصادية المستدامة للقناة وضفافها والفضاء الذي تمتد فيه. وتعتبر قناة بانغالانيس إحدى أطول القنوات في العالم حيث إن طولها يبلغ أربعة أضعاف طول قناة السويس وثمانية أضعاف طول قناة بنما، وتمتد لمسافة 700 كلم من البحيرات الطبيعية والأنهار والمصبات بالمحاذاة مع سواحل المحيط الهندي، الذي لا يفصله عنها سوى شريط ضيق من الأراضي التي توجد بها بعض القرى. وتشكل قناة بانغالانيس سلسلة من الأنهار والبحيرات الممتدة على طول الساحل الشرقي لمدغشقر من تاماتاف إلى فارانفاغانا، حيث تعبر عددا من المناطق السياحية والفلاحية والمنجمية.