كان محل الحلاقة الذي يملكه علي بشار هو المحل الوحيد الذي فتح أبوابه حتى الآن بعدما شق الجيش العراقي طريقه في حي الانتصار شرق الموصل. وبداخله اصطف رجال يوم الاثنين (14 نوفمبر) لحلق لحاهم الطويلة التي أجبروا على إطلاقها في عهد الدولة الإسلامية. وعلى بعد بضعة مبان كانت أربع جثث لمقاتلين من الدولة الإسلامية ملقاة على الطريق مغطاة بالبطاطين ويحوم حولها الذباب. وقال رجل شرطة إنها متعفنة في ذلك المكان منذ عشرة أيام انتظارا لإزالة الجيش للجثث. ومعركة طرد الدولة الإسلامية من مدينة الموصل -أكبر بكثير من أي مدينة سيطر عليها التنظيم المتشدد على الإطلاق- هي أكبر عملية عسكرية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003. وطوق تحالف يتألف من 100 ألف من القوات العراقية وتدعمه غارات جوية للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة الموصل بصورة شبه كاملة. ولم يتم اختراق دفاعات الجماعة المتشددة حتى الآن سوى في شرق المدينة. واستعادت قوات مكافحة الإرهاب وهي من قوات النخبة عدة أحياء إلى الشمال مباشرة من حي الانتصار لكن ضباطا عسكريين يقولون إن الوجود الكثيف للمدنيين في المناطق السكنية يبطئ تقدم القوات. وقال صاحب محل الحلاق علي بشار لتلفزيون رويترز عن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "لم ن فاتوا (عندما جاءوا) منعوا (حلق) اللحية. شوية شوية منعوا الزيان (التزين) منعوا القزع (حلاقة جزء من شعر الرأس فقط ومو قزع) منعوا الخيط وما أعرفش إيه. يوميا يطلعوا لك بسالفة (شئ) يعني ممنوع.. ما ظل شغل ما ظل عمل (لم يعد هناك عمل).. كله ممنوع ما ظل شيء. نحن كنا نشتغل بس شنو يعني إيه لا لحية.. شعر فقط بس يكون عدل.. لكن قزع ما قزع ممنوع.. تدريج ممنوع. يعني زيان بقطعة واحدة". وعرض الحلاق منشورا وزعه المتشددون يوضح القيود بالتفصيل. وقال إنه توقف عن العمل بعدما اعتقلته شرطة الأمر بالمعروف التابعة للتنظيم لفترة وجيزة بعدما قام بحلق لحية على هيئة اللحية المصغرة على الذقن الشائعة في معظم العراق. وقال مقيم في حي الانتصار يدعى حسام مؤيد وهو جالس على كرسي الحلاق لحلاقة رأسه ولحيته "الدواعش ما خلوا يزين بعد. زيانة ما كو شيء أبدا نهائيا. اللحية تطول ماكو تحديد ما كو شيء الشعر يطول..كل شيء ماكو. بس راحوا ع نزين". وبعد 11 يوما من إعلان الجيش دخول قواته حي الانتصار قال عقيد أمس الاثنين إن الجيش تمكن أخيرا من بسط السيطرة على المنطقة بالكامل وتقدم صوب حي السلام القريب. وكان من الصعب تأكيد مدى سيطرة الجيش خلال زيارة قام بها تلفزيون رويترز. وقال ضابط آخر إن قذائف المورتر لا تزال تسقط هنا وإن القناصة لا يزالون في مجال الرمي. ولم تعد الحياة بعد إلى طبيعتها في واحد من المناطق الأولى الصغيرة التي يستعيدها الجيش العراقي من آخر معاقل الدولة الإسلامية في البلاد. لكن السكان تحركوا بحرية في الشوارع التي تنتشر فيها رايات الاستسلام البيضاء والتي كانت قد ر فعت لحماية منازلهم مع تقدم الجيش.