في غابة استوائية رطبة في جنوبالصين منذ دهور خلت أصبح ديناصور يشبه الطائر على نحو لافت وله ذراعان كالجناحين ومنقار بلا أسنان وقمة تشبه القبة على رأسه محاصرا في الوحل ومات بعد أن حاول سدى تحرير نفسه. وقال علماء يوم الخميس إن عمالا كانوا يفجرون صخرة خلال بنائهم مدرسة قرب مدينة قانتشو اكتشفوا حفرية محفوظة بشكل جيد لديناصور يقارب طوله المترين ويلقب "بتنين الوحل" لا تزال في ذلك الوضع الأصلي الغريب. عاش ذلك الكائن الذي يعود للعصر الطباشيري (الكريتاسي) ويسمى تونغتيانلونغ ليموسوس قبل 66 مليونا إلى 72 مليون سنة في نهاية فترة هيمنة الديناصورات على الأرض التي استمرت أكثر من 160 مليون عام. وكان عضوا في فصيلة تسمى أوفيرابتوروسور وهي أقرب فصائل الديناصورات نسبا للطيور والتي تطورت من ديناصورات صغيرة ذات ريش. وقال عالم الحفريات ستيف بروسات من جامعة أدنبرة باسكتلندا الذي عمل على الدراسة التي نشرت في دورية ساينتيفيك ريبورتس العلمية إن الحفرية تزيد من فهم تطور الديناصورات قبيل تعرضها للدمار. وقال بروسات إن اكتشاف تونغتيانلونغ وخمسة ديناصورات أخرى من فصيلة أوفيرابتوروسور في جنوبالصين أظهر أن هذه الفصيلة كانت لا تزال في حالة ازدهار وتنوع خلال البضعة ملايين سنة الأخيرة قبل أن يضرب كويكب الأرض قبل نحو 66 مليون عام ليمحو الديناصورات من على ظهرها. وأضاف "حقيقة أنه كان هناك عدد كبير منها تعد دليلا على كيف كانت الديناصورات في حالة جيدة تماما حتى النهاية". وحافظت الحفرية على لحظة مأساوية للأجيال القادمة. وتابع بروسات "رقبته مقوسة ورأسه مدبب وذراعاه ممدودتان على الجانبين. إنه وضع غريب للجسد". وذكر بروسات أن حقيقة أن الحفرية عثر عليها في صخرة تشكلت من الوحل وهيكله العظمي في حالة ممتازة يشير إلى أن الديناصور تقطعت به السبل في الوحل وحاول أن يحرر نفسه لكنه نفق ودفن. ويعني اسمه العلمي "التنين الموحل على الطريق إلى الجنة" تكريما له على كيفية هلاكه. وتونغتيانلونغ من القوارت التي تتغذى على النباتات والحيوانات وله ساقان وقمة عظمية أعلى جمجمته القصيرة المدببة والتي كانت تستخدم فيما يبدو لأغراض الاستعراض لجذب الإناث وترويع الخصوم. وكان بذراعيه على الأرجح ريش يشبه ريش الطيور بعضه فوق بعض مثل الجناح غير أنه لم يتمكن من الطيران. وقال بروسات "إذا رأيت تنين الوحل حيا لربما قلت هذا طائر ضخم شكله مضحك".