قررت عدة شركات هندية بالعاصمة نيودلهي بداية هذا الأسبوع تمكين موظفيها من العمل داخل منازلهم وذلك حفاظا على صحتهم في مواجهة الارتفاع "القياسي" و"غير المسبوق" لنسبة تلوث الهواء في أجواء المدينة وضواحيها. وذكرت وكالة الأنباء الآسيوية الهندية الثلاثاء أن هذا القرار يندرج في إطار التدابير والإجراءات الوقائية التي دعت إليها السلطات الحكومية من أجل الحفاظ على صحة وسلامة الموظفين والعاملين والحيلولة دون استنشاقهم للهواء الخارجي المشبع بالجسيمات الملوثة. وأشارت الى أن مجال الرؤية انخفض بشكل "مقلق" في معظم شوارع وأحياء المدينة جراء استمرار كثافة الضباب الدخاني فوق الأجواء الناجم عن تزايد الانبعاثات الغازية والاستخدام المفرط للمفرقعات والألعاب النارية وانخفاض قوة الرياح وانعدامها أحيانا. ونقلت الوكالة عن أمباريش غوبتا الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة (نولاريتي) الهندية قوله "قررت شركتنا تمكين الموظفين و العاملين لديها من فرصة العمل داخل منازلهم حفاظا على صحتهم و لضمان أقصى قدر من الإنتاجية والمردودية". مشيرا الى أن إدارة الشركة قامت كذلك بتركيب أجهزة تنقية الهواء وتوزيع أقنعة وجه مجانية وتوفير مساعدة طبية فورية ودائمة بالنسبة للموظفين الذين سيواصلون العمل داخل الشركة. من جهة أخرى أشارت الوكالة إلى أن دارسة حديثة أجرتها غرفة التجارة والصناعة كشفت أن الشركات سجلت غياب موظفيها بنسبة 5 إلى 10 في المائة مع تزايد أعداد الموظفين الذين يدلون بشهادات طبية. وترجع أسباب تلوث الهواء في نيودلهي إلى الإفراط في حرق مخلفات الزراعة والاستعمال المكثف للمفرقعات والألعاب النارية خلال احتفالات عيد "ديوالي" الهندوسي والغبار الناجم عن أعمال البناء والهدم وعودام السيارات ما أدى إلى ارتفاع مستوى الجسيمات الملوثة للهواء (بي إم 2.5) بأزيد من 15 مرة عن المعدل الطبيعي. وكانت حكومة ولاية العاصمة نيودلهي علقت الدراسة من خلال قرارها إغلاق أزيد من 1700 مؤسسة تعليمية لمدة ثلاثة أيام من أجل الحفاظ على صحة وسلامة التلاميذ والطلبة بعد أن كشفت البيانات الصادرة عن (لجنة مكافحة التلوث بالعاصمة نيودلهي) مؤخرا أن مستويات تلوث الهواء بالمدينة ارتفعت بنسبة 62.7 في المائة مقارنة بالمستويات السابقة. ويتم تصنيف العاصمة الهندية نيودلهي كل سنة من قبل منظمة الصحة العالمية وعدد من الهيئات الدولية من بين أكثر مدن العالم تلوثا.