دشنت الدول الإفريقية دخولها الرسمي في المفاوضات والأنشطة التي تشهدها أروقة مؤتمر مراكش الثاني والعشرين للمناخ، عبر سلسلة من اللقاءات ، الثنائية ومتعددة الأطراف، عرضت من خلالها وجهة نظر المجموعة الإفريقية لأهم القضايا التي تناقش في المؤتمر، وعلى رأسها مسألة تمويل تداعيات التغيرات المناخية، في أفق إيجاد آلية للتسريع بتحويلها إلى واقع. وكانت الدول المصنعة وأطراف أخرى منها الأممالمتحدة، قد عاتبت على الجانب الإفريقي خلال دورات المناخ السابقة، عدم جاهزية المشاريع التي يعرضها على المانحين، خصوصا من الجانب التقني، وعدم اكتسابها للنضج الكامل والوضوح حول طريقة التمويل. و تعرض عدة دول إفريقية مجهوداتها في مجال المناخ من خلال أروقة متنوعة داخل خيمة كبيرة صممت على شكل رواق يكتظ بالصحافيين والمشاركين، وبشاشات عملاقة تعرض مقاطع فيديو لقضايا مناخية ذات صلة بالصحاري والمحيطات والغابات من مختلف بقاع القارة، كما شهد اليوم الأول تنظيم العديد من الندوات بمشاركة خبراء من مختلف الدول الإفريقية لمناقشة قضايا تتعلق بالمناخ والتنمية وتبادل الخبرات. و في هذا السياق، شاركت كل من تونس واثيوبيا في تنظيم لقاء بشراكة مع ممثلين ألمان لإبراز دور الشراكة الثلاثية الأطراف في تحقيق تحول نحو اقتصاد منخفض الكربون بهدف تعزيز الجهود الرامية لصد التغيرات المناخية. وفي نفس السياق، قامت السنغال بإبراز جهودها في مجال محاربة التصحر وتعزيز دور إفريقيا الأخضر. وسيشهد الرواق الإفريقي أنشطة أخرى تتعلق بتمويل المشاريع المناخية وتخفيض انبعاثات الصادرة عن الطيران المدني. وتكتسي القارة الإفريقية أهمية خاصة خلال مؤتمر كوب 22 ، وهو ما عبر عنه صلاح الدين مزوار رئيس المؤتمر خلال كلمته الافتتاحية حين أشار إلى أن تنظيم هذه القمة المناخية العالمية بمراكش يعكس عزم القارة الإفريقية على المساهمة في الجهود العالمية الرامية للحد من التغيرات المناخية، مشددا على ضرورة توفير الدعم لدول القارة لمواجهة التغير المناخي من خلال تعزيز استعمال الطاقات المتجددة.