افتتحت الجمعة بمارسيليا أشغال الاجتماع ال13 "للحوار 5 + 5 حول غرب المتوسط"، بحضور وزراء الشؤون الخارجية العشر لبلدان ضفتي غرب المتوسط، من بينهم وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار. وسيخصص هذا الاجتماع، الذي يترأسه وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان مارك آيرو، وصلاح الدين مزوار لبحث مختلف الأزمات الإقليمية، وخاصة النزاع في سوريا وليبيا والعراق والساحل والشرق الأوسط، وكذا سبل محاربة الإرهاب والتطرف. كما تأتي انتظارات الشباب (التنقل، التكوين، التشغيل) ضمن أولويات أجندة هذا الاجتماع. وقد تأسست هذه الهيئة (5+ 5) سنة 1991 وتضم كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال شمال المتوسط، والجزائر، وليبيا والمغرب، وموريتانيا وتونس جنوب المتوسط. وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت أن الاجتماع الثالث عشر لحوار (5+5) لمجموعة دول غرب البحر الأبيض المتوسط ، الذي يعقد في مرسيليا تحت الرئاسة المشتركة بين فرنسا والمغرب، يهدف إلى بناء نموذج للتنمية المشتركة. وأوضح الوزير الفرنسي الذي يرأس هذا الاجتماع باشتراك مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار ، في مقابلة نشرتها صحيفة (لا بروفانس) أن نموذج التمنية المشتركة تهم أيضا تغيرات المناخ، بما أن مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 22 ) سينعقد في المغرب في نونبر المقبل. وأشار إلى أن هذه المساحة من الحوار التي تجمع وزراء خارجية بلدان ضفتي المتوسط الغربي ، يفتح المجال لمناقشة كافة التحديات التي تواجه هذه المنطقة ، وأهمها مكافحة تنظيم "داعش" والتطرف. وقال " إن الأمر يتعلق بأزمات إقليمية ، ولكن أيضا بالتحديات المستقبلية وانتظارات الشباب في مجال التكوين والإندماج "، مشيرا إلى أنه بتحسين آفاقهم ، سيكونون أقل إقبالا على نهج طريق المخاطرة بحياتهم عبر الهجرة أو اعتماد التطرف. وأضاف قائلا "اننا نسعى أيضا إلى تعزيز مسارات مشتركة في الرد على قضية الهجرة "، مشددا على حاجة بلدان مجموعة الحوار (5 + 5 ) إلى تعزيز التعاون مع حكومة الوفاق الوطني الليبية التي تتلقى دعما من المجتمع الدولي لتمكين هذا البلد من استعادة السلام والاستقرار. وذكر الوزير ، في هذا الصدد ، أن القمة بين أوروبا وأفريقيا حول الهجرة الذي انعقد العام الماضي في فاليتا مكن من اعتماد خطة عمل تروم معالجة الأسباب الجوهرية للهجرة والتنقل القسري للمواطنين، مشيرا إلى أن هذا الجانب الذي يهم التنمية مهم للغاية. وقال وزير الخارجية الفرنسي "هدفنا هو مكافحة الهجرة غير الشرعية، وفي نفس الوقت إنقاذ الناس في عرض البحر، ولكن أيضا أن يكون لدينا طموح لتنمية على المدى المتوسط بلدان المنشأ وأيضا بلدان العبور، من خلال العديد من المشاريع الملموسة". وأشار إلى أنه وحدها الزيادة في الموارد المخصصة للمساعدة العمومية للتنمية ، القادرة على تمكين الشباب الأفريقي من بناء مستقبل في بلدانه. من جهة اخرى، قال رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن مكافحة التطرف يتعين أن تتم من خلال برامج في مجال الحماية ومكافحة هذه الآفة، وكذلك عبر حوار مسؤول مع جميع البلدان التي تواجه هذه الظاهرة . وقال أيرولت "الأمر لا يتعلق بفرض نموذج، ولكن هناك قيم مشتركة : حرية التعبير، والوعي والدين، وهي عناصر جوهرية ، وعلى هذا الأساس، على كل واحد ان يشق طريقه". وتضم مجوعة الحوار (5+5) التي تأسست سنة 1991، كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال الواقعة شمال المتوسط ، ثم الجزائر، وليبيا، والمغرب، وموريتانيا وتونس الواقعة في جنوبه . وتسعى المجموعة التي أنشئت سنة 1990 بروما إلى تكثيف التشاور بين البلدان الأعضاء وتعزيز التعاون الإقليمي والحوار السياسي وتحقيق التوافق بشأن المقاربات الممكنة للقضايا والإشكاليات ذات الاهتمام المشترك. وتعد مواضيع الأزمات الإقليمية، خاصة الاضطرابات التي تشهدها سوريا وليبيا ومنطقة الساحل وكذا الشرق الأوسط ، ومكافحة الإرهاب والتطرف ، أهم المحاور التي سيناقشها الاجتماع ال13 لحوار (5 + 5) لمجموعة دول غرب البحر الأبيض المتوسط. وستعبر مجموعة الحوار (5 + 5) المتوسيطة ، بخصوص الإرهاب الذي يضرب ضفتي البحر الأبيض المتوسط ، عن تضامنها من أجل تشكيل جبهة مشتركة ضد تنظيم "داعش" والتطرف . كما يناقش الوزارء خلال اللقاء انتظارات الشباب (التعبئة والتكوين والتوظيف) ، والتي يتعين أن تؤخذ بعين الاعتبار ليس فقط على المستوى الاقتصادي بل حتى السياسي والاجتماعي والثقافي.