حوالي الساعة الثامنة من مساء يوم الجمعة الماضي وبعدما انقلب الجو وانقلب معه مسار الرياح، تسربت روائح غازية جد كريهة من مداخن كيماويات المغرب شملت رائحتها أغلب أحياء المدينة، ما جعل الساكنة تشم على الفور هاته الرائحة الكريهة التي خلفت وراءها اختناقات حادة. ولم تقتصر هذه الاختناقات فقط على ساكنة المنطقة الجنوبية لآسفي كونها تقطن بالقرب من هاته المعامل التي تظل تقذف ملوثاتها صباح مساء وليل نهار، بل شملت أيضا أحياء تتواجد بشمال المدينة. حادث تسرب الملوثات الهوائية الذي خلف استياء عميقا في صفوف الساكنة، التي كانت تتخوف من أن يكون شبيها للحادث المأساوي الذي شهدته المدينة سنة 2011 والذي أدى إلى إغماءات وتقيؤات وسط عدد كبير من المواطنين والمواطنات، جر مساء يوم الجمعة الأخير عددا من المواطنين والمواطنات إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بآسفي الذي عرف تلك الأثناء حركة غير عادية نظرا لتوافد هؤلاء عليه بشكل مفاجئ، خصوصا منهم الذين يعانون من مرض الربو. كما توافد عليه مواطنون آخرون حضروا بعدما أحسوا بهاته الرائحة وهي تستقر بحناجرهم وقصباتهم الهوائية، وذلك للوقوف على درجة خطورتها على صحتهم، قصد اتقاء شرها بأدوية مستعجلة، مع العلم أن هذا الحادث تزامن والاستعدادات لتنظيم الكوب 22 الذي ستحتضنه مدينة مراكش التي تعتبر القطب الأول بجهة مراكشآسفي. عبدالرحيم اكريطي