مهنيون: "الضحايا أصيبوا أمام المقود ونقلوا جثثا بالصندوق الخلفي والحكومة لم تستجب لمطالبهم" لم يكن سعيد اشعاري السائق ضحية الملاريا ببوركينا فاصو الوحيد الذي تلقفه المرض عبر الذبابة السامة، حقيقة كشف عنها "مبارك قيبوش" رئيس لجنة النقل الإفريقي وعضو بجمعية منبر السائق المهني، وعبدالله بوناكا رئيس جمعية السائق المهني. فوفاة سعيد أعشاري المتحدر من الأخصاص بإقليم سيدي إيفني كشفت عن لائحة من الموتى ومن الذين تم إنقاذ حياتهم بطريقة عصامية. لائحة الضحايا تضمنت عبدالله اوفقير، المتحدر من دوار "تنالت" بإقليم شتوكة أيت بها و حسن امصيلح من مدينة الدشيرة الجهادية بعمالة إقليم إنزكان أيت ملول ورضوان بولهرود من مدينة أيت ملول وحميد الشرقي المتحدر من مدينة تكيوين. مجموعة قضت حياتها خلف مقود السياقة لنقل الخضر والفواكه من إنزكان باتجاه هذه الدولة وكتب لها أن تنقل على شكل جثث في الصندوق الخلفي للشاحنة، بعدما ظلت جسرا للتواصل التجاري والدبلوماسي الشعبي بين المغرب ودول جنوب الصحراء. مجموعة أخرى من السائقين أصيبوا بنفس الفيروس وتم نقلهم بنفس الطريقة لكن كتبت لهم النجاة ليستمروا في مهامهم متجشمين خطورة الطريق والذبابة الناقلة للفيروس ومن بينهم «عزيز.ا» و «عبد الرحيم. ب» و «عبد الحق. ه» و «هشام . ا» و "حسن زنكا". مع ذلك فحبهم لمهنتهم والتحملات الاجتماعية لأسرهم جعلتهم يستمرون في اختراق أدغال أفريقيا خلف المقود. عبدالله بونكا رئيس جمعية السائق المهني أكد بدوره أن أسرة السائقين الذين يعبرون الحدود فقدت في ظرف شهرين أربعة سائقين تركت أسرهم بلا معيل، في غياب أية التفاتة حكومية، حيث راسلت الجمعية كل من وزير الصحة ووزير التجهيز والنقل للحد من نزيف الموت لكن دون جدوى.. وناشد عبدالله بونكا هذه الجهات بالعمل على حماية السائق المهني المغربي من المعانات التي يعيشها بدول جنوب الصحراء بتجهيز المعبر الحدودي الكركرات بمركز صحي وبسيارات الإسعاف.. مبارك قيبوش بدوره تحدث ل"الأحداث المغربية" وهو يعبر بشاحنته منطقة الكركرات فكان هاتفه ينقطع بين الفينة والأخرى عارضا خلال المكالمة معطيات خطيرة تتعلق بظروف عمل السائقين الذين يعبرون الحدود المغربية مؤكدا أن النقط الحدودية تفتقر للمراكز الصحية والأطقم الطبية و سيارات الإسعاف، مضيفا أن السلطات المغربية تخاطر بحياة السائقين وكذا بحياة المغاربة بتهاونها في حماية مئات السائقين ويعبر ما معدله 30 سائقا مهنيا الحدود يوميا متجهين لأعماق دول جنوب الصحراء التي تعرف انتشارا لمجموعة من الأمراض المتنقلة و الأوبئة الفتاكة و الخطيرة من بينها الملاريا. مبارك قيبوش وهو يتحدث عن الوضع الصحي لسائقي الشاحنات التي تعبر نحو أدغال أفريقيا استحضر مأساة زميله رضوان بولهرود الملقب بالبهجة عندما نقلت إليه ذبابة سامة بدولة مالي فيروس "الملاريا" ولم يجد أي مستشفى يستقبله ولا أي سيارة إسعاف تتكفل بنقله الى المغرب، ليتم نقله في الصندوق الخلفي لإحدى الشاحنات حيث لفظ أنفاسه الإخيرة بعد دخوله الأراضي المغربية.