منبهات صوت تنبعث بقوة وبدون توقف من العشرات من السيارات والشاحنات وحتى حافلات النقل العمومي، ومدارات طرقية تضيق لعابريها حتى وإن اتسعت مساحتها وتضاعف قطرها لعل انسياب الحركة يسري فيها وعبرها ولكن هيهات…!! منذ الساعات الأولى من صباح أمس الإثنين، انطلق أسبوع جديد عرف ذروة الاكتظاظ في أغلب شوارع مدنة الدارالبيضاء، حيث ضاقت الطرقات بمستعمليها، دون أن يفهم الكثيرون سبب هذا الازدحام الكثيف والفوضى المرورية التي سادت طيلة ساعات صباح الإثنين، بعد أن وقف الكثير من الراجلين ينتظرون وسيلة نقل تقلهم إلى مقرات عملهم، بعد أن غابت الكثير من الحافلات عن الشوارع، ليظل راكبوها عرضة لانتظار سيارات الأجرة، التي لم تستطع خلال الساعات الأولى من الصباح تأمين نقل من تهافتوا على خدماتها، خاصة أن بعض السائقين فضلوا القيام بأقل الرحلات مساحة، للعودة من جديد إلى نقطة بداية الرحلة. فإذا كان بعض مستعملي الطريق بالبيضاء يتفهمون الاكتظاظ وصعوبة قطع بعض المعابر والمدارات الطرقية بالعاصمة الاقتصادية، فإن الكثيرين منهم لم يفهموا سبب تعذر مرورهم ببعض النقط التي توقفت الحركة بها مدة غير يسيرة، ما جعلهم عرضة للتأخر في الوصول إلى مقار عملهم. وحسب ما عاينت جريدة «الأحداث المغربية»، خلال الساعات الأولى من الصباح فإن حركة السير شهدت تعثرا واضحا بعدد من الشوارع من قبيل شارع يعقوب المنصور الممتد بين حيي بوسيجور والمعاريف، إضافة إلى الاكتظاظ المهول الذي عرفه شارع محمد السادس أو طريق مديونة التي اضطر الكثير ممن سلكوها صباح أمس إلى تغيير وجهاتهم عبر المرور من الطرقات والأزقة المتفرعة عنها، بحثا عن منافذ يستطيعون عبرها «الفرار» من الانتظار الطويل، وتعثر الحركة، خاصة بالملتقيات الطرقية. وإذا كانت أغلب الإشارات الضوئية قد حظيت بالمراقبة الأمنية التي كانت تقف عندها عناصر من الشرطة، فإن صعوبة التحكم في الانسياب الكثيف لأعداد من وسائل النقل المختلفة بعدد من المدرارات ساهمت في خلق عرقلة شديدة لحركة النقل، بعد أن تاه الأمنيون وسط المئات من السيارات والشاحنات. وقد عاب بعض مستعملي الطريق على عناصر الأمن عدم قدرتهم على التحكم في الاستخدام الأمثل و«العادل» للإشارات الضوئية بعدد من الملتقيات الطرقية، التي ساهمت في عرقلة السير بها أحيانا الأشغال الكثيفة والكبرى التي تنجز بها. وقد خلفت هذه العراقيل استياء عارما لدى عدد من مستعملي الطريق من السائقين، خاصة بعد أن ضاقت نفوس بعضهم، وتوترت أعصابهم، ما نتج عنه تشنجات كانت تساهم بدورها في إطالة أمد الاكتظاظ