في خطوة نادرة لم يسبق أن شهدها المشهد السياسي والحزبي الوطني, تقدم صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار باستقالته من رئاسة الحزب, كرد على التراجع الذي سجله الحزب خلال اقتراع 7 أكتوبر, حيث لم يحصل الحزب إلا على 37 مقعدا في الوقت الذي كان الحزب قد حصل على 45 مقعدا خلال الانتخابات التشريعية 2001. وأكدت مصادر عليمة من داخل حزب الحمامة بأن مزوار تقدم باستقالته عشية اليوم خلال اجتماع المكتب التنفيذي للحزب خصص لمناقشة حصيلة الاستحقاقات التشريعية. و حسب المصادر ذاتها, فإن أعضاء المكتب التنفيذي رفضوا استقالة مزوار في خطوة تضامنية رافضين تحميل المسؤولية لمزوار لوحده, تضيف المصادر مؤكدة أن قيادة الحزب خاطبته بالقول إذا استقلت سنستقيل معك. وخلال الاجتماع تدخل راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته وساند مزوار معتبرا أن المسؤولية مشتركة وأن الجميع يجب عليه أن يتحملها، في محاولة لثني مزوار عن الاستقالة، إلا أن هذا الأخير ظل متشبثا بموقفه. وأضافت مصادرنا أن مزوار قال: (عندما تقلدت قيادة الحزب وجدته قويا وأريده أن يبقى قويا ولا أريد أن أراه يتراجع), وتابعت المصادر موضحة بأنه أمام رفض الاستقالة فإن اجتماع المكتب التنفيذي سيظل مفتوحا في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة.