يواصل المغاربة الجمعة الادلاء بأصواتهم لاختيار 395 نائبا في انتخابات تشريعية ستنبثق عنها حكومة جديدة يأمل إسلاميو حزب العدالة والتنمية الذين يقودون التحالف الحكومي الحالي في ترؤسها مجددا وسط منافسة حادة مع خصومهم المطالبين ب"الحداثة". واعلنت وزارة الداخلية المغربية ان نسبة التصويت حتى الظهر بلغت 10%، مشيرة في بيان الى ان العملية الانتخابية تجري "في ظروف عادية". وكانت الداخلية أعلنت انطلاق عملية التصويت لاختيار أعضاء مجلس النواب الساعة الثامنة صباحا (السابعة ت غ). وتنتهي عملية التصويت في السابعة مساء بالتوقيت المحلي. وأدلى رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران بصوته في المدرسة الثانوية معاذ ابن جبل بحي الليمون في العاصمة الرباط. وعبر بعد التصويت ردا على اسئلة وكالة فرانس برس، عن أمله في أن يفوز حزبه ب"المرتبة الأولى إن شاء الله". وقال "أسير الحكومة منذ خمس سنوات، والمغاربة كانوا ينظرون بأعينهم لعملي وقمنا بحملة انتخابية ناجحة هي الأولى في المغرب، والآن ننتظر النتائج الطبيعية المتمثلة في الفوز". وتابع "إذا كانت هناك ديمقراطية، فالشخص الذي ترأس حزبا سياسيا وقاده للفوز وتراس الحكومة بطريقة إيجابية بينت إقبال الشعب عليه في الانتخابات الماضية وفي هذه الحملة، إذا هزم في هذه المرة يجب أن يستخلص الدروس وأن يغادر الحياة السياسية إن لم تكن الحياة الحزبية كلها". وتوافد الى المدرسة ذاتها منذ الصباح عدد كبير من الناخبين، بينهم زوجة ابن كيران، وابنته برفقة زوجها، وابنه أسامة ابن كيران الذي يشارك في مراقبة عملية التصويت في المدرسة. وقال اسامة ابن كيران لوكالة فرانس برس "انطلاقا من المعيطات المتوفرة حتى الآن تبدو المشاركة جيدة والناس تأتي بكثافة للتعبير عن صوتها ونتمنى أن تزداد الأعداد في فترة ما بعد الظهيرة". وقال محمد الرغاي (72 سنة) "الديمقراطية حقوق وواجبات، وبالتالي تجب المشاركة في هذا المسلسل لتنمية بلادنا، والأحزاب كانت في المستوى وقدمت برامجها، ولنا حرية اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب". أما مريم بلكلوش (30 سنة) التي تعمل موثقة فقالت لفرانس برس "المغرب في حاجة إلى ديمقراطية سليمة وأتمنى أن تفرز الصناديق النتائج التي نتمناها"، معتبرة ان "الأحزاب كانت جدية ومحترمة خلال الحملة الانتخابية ومررت رسائلها بطريقة جيدة". وللمرة الاولى في تاريخ الانتخابات التشريعية، يحصل استقطاب قوي بين حزبين أساسيين، هما حزب العدالة والتنمية الإسلامي (رمزه المصباح)، وحزب الأصالة والمعاصرة (رمزه الجرار). وتبنى المغرب منذ الاستقلال خيار التعددية الحزبية. ويشارك اليوم قرابة 30 حزبا في الانتخابات، لكن ثمانية منها فقط تملك القدرة عل تكوين فريق برلماني وفق الشروط التي يحددها القانون. وتقدم فدرالية اليسار الديمقراطي التي تأسست سنة 2007 من ثلاثة أحزاب يسارية، نفسها على أنها "طريق ثالث" وسط الاستقطاب، وهي تلاقي تعاطفا كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي. ويشكل حزب الاستقلال المحافظ الذي يعود تأسيسه الى قبل الاستقلال وقد قاد حكومات عدة في الماضي، قوة انتخابية متجذرة في المشهد السياسي المغربي، ويتوقع أن يحتل مرتبة متقدمة في الانتخابات وان يشكل طرفا أساسيا في التحالف المقبل. وتشهد هذه الانتخابات عودة السلفيين المغاربة للترشح والمشاركة القوية تحت لواء أحزاب متفرقة. ودعي قرابة 16 مليون مغربي مسجلين في اللوائح الانتخابية للإدلاء بأصواتهم في 92 دائرة انتخابية وفق نظام الاقتراع اللائحي النسبي. وبحسب وزارة الداخلية، بلغ عدد لوائح الترشيح المقدمة 1410 لوائح تضم 6992 مرشحا. وتشارك 37 هيئة وطنية ودولية في المراقبة المستقلة للانتخابات، أي ما يزيد عن 4000 مراقب بينهم 92 مراقبا دوليا، فيما عينت بعض الاحزاب مراقبين لها في مختلف الدوائر الانتخابية. وفي 2011، بلغت نسبة التصويت من أصل 13,6 مليون ناخب مسجلين في اللوائح 45%، فيما قاطع 55% العملية الانتخابية.