"داعش دولة التخلف وليس دولة الخلافة... لا ندري كيف تم إقناعهم أن الجنة فوق جثت المسلمين"، عبارات بسيطة، لكنها تساهم في فضح تنظيم داعش الإرهابي وما يقترفه من جرائم بحق الأبرياء عن طريق صفحة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. مغاربة ضد داعش #مغاربة_ضد_داعش مبادرة أطلقها شباب مغاربة، للتصدي لفكر داعش المتطرف "في وقت تتزايد فيه موجات تأييد الخطاب المتطرف ومباركة جرائم داعش ضد الأبرياء من قبل البعض" حسب حمزة الزبادي، مدير الصفحة في حديثه لموقع (إرفع صوتك). بدأت فكرة إنشاء الصفحة بعدما لاحظ الزبادي تناميا مضطردا في عدد مؤيدي داعش في مواقع التواصل الاجتماعي ومعظمهم من الشباب العاطل عن العمل، "وهو ما يستغله هذا التنظيم لاستقطابهم عن طريق الإغراء بملذات في الحياة الدنيا والنعيم في الآخرة". ويضيف الزبادي أن الصفحة وإن كانت حديثة الإنشاء، فقد لاقت ترحيبا مهما من طرف المغاربة والعرب، وتبتغي دحض أكاذيب ومزاعم داعش، وفضح ادعاءاتهم بخصوص الإسلام، وذلك لتنمية وعي الشباب العربي عموما والمغربي على وجه الخصوص. تحسيس وتوعية "الحرب الأمنية لا تكفي، بل نحتاج إلى مبادرات أخرى لمواجهة داعش وما يقترفه من جرائم، وصفحة واحدة على فيسبوك لا تكفي في نشر التوعية المطلوبة في زمن تنتشر فيه المعلومات بسرعة، وهو ما يجعل فكر داعش ينتشر دون أن يجد أمامه ما يدحضه"، يقول مراد أحد متابعي الصفحة. ويضيف المتحدث في حديث لموقع (إرفع صوتك) أن الفكر يجب أن يواجه بالفكر والتوعية، "فداعش يستند على نصوص دينية يحرفها عن صوابها ليقنع بها أصحاب النفوس المريضة والجاهلة، الأمر الذي يتيح له ولاءً مهما من طرف المستهدفين وخاصة الأميين". رضوان الشتيوي، طالب جامعي، يرى أن أغلب مكونات داعش هم من الشباب الذين استهدفهم بسبب فراغهم الروحي في ظل غياب تأطيرهم في المدرسة والشارع وتوعيتهم بمخاطر الفكر المتطرف الذي يسوقه داعش بغطاء ديني يدغدغ المشاعر، ويستهوي الباحثين عن الانتقام من أوضاعهم المادية المزرية. حلول ضد التطرف ويرى الشتيوي في حديثه لموقع (إرفع صوتك) أن الشباب المغربي بحاجة إلى التوعية ونشر المعرفة وفهم الدين بشكل سليم وصحيح من خلال حملات تحسيسية بمخاطر التطرف. فيما يقترح الزبادي أن نكون مواجهة الخطاب المتطرف بالتدريج وذلك عبر البحث عن أسباب انتشاره، كنشر الوعي المعرفة الدينية والقيم السمحة، فضلا عن حل مشكل البطالة "لأنها تظل الفرصة الأولى لداعش". أما سكينة السعيدي، وهي طالبة في كلية الحقوق، فترى أن تصحيح الفكر الديني وتقريبه من المواطن البسيط سيساهم في تحصينه من التلاعب بأفكاره ومعلوماته حول الدين، "فداعش يستغل الجهل لإقناع ضحاياه بصواب خطابه، الأمر الذي يجعل الجميع يصدق ذلك". ديننا يدعو إلى العلم وأغلب مناصري داعش لا صلة لهم بالمعرفة الدينية الحقيقية، حيث تراهم يروجون لمغالطات حول الجهاد وقتل غير المسلم بدون وجه حق، وتبريرهم لذلك بمنطق ديني بعيد كل البعد عن الحقيقة، تضيف السعيدي في حديثها لموقع (إرفع صوتك). بقلم زينون عبد العالي