الانتخابات ليست فقط للحملات الانتخابية، وفرصة ل"الشناقة" الذين يعرضون أصوات من يحسبونهم عليهم، بل هي أيضا مناسبة لمافيات البناء العشوائي، التي تستغل انشغال السلطات لتطلق العنان للبناء دون ترخيص، وأحيانا بدعم من جهات مرشحة تسعى لضمان أصوات ولو على حساب المدينة وجماليتها. أمر سيدفع سلطات عمالة المضيقالفنيدق وفي عز الحملة الانتخابية للإلتفات نحو هاته الخروقات واعلان الحرب عليها، حيث أقدمت على هدم بعض المنازل قيد البناء وأساسات كانت مكتملة ومعدة لبدء البناء. بأوامر مباشرة من عامل عمالة المضيقالفنيدق، انتقلت فرق خاصة للأحياء التي شهدت خلال الحملة الانتخابية بناءات عشوائية من قبيل حي شافو وحي المورسكين، حيث تم هدم ثمانية منازل وسبع أساسات بالحيين المذكورين، فيما تم إيقاف البناء واعمال مساطر الهدم في حق اخرى بأحياء متفرقة. وقد شارك في العملية مسؤولو السلطات المحلية وأعوانهم، وعناصر من الأمن والقوات المساعدة، حيث لم تسجل أي مواجهات أو احتكاكات خلال ذلك، سوى حالة استغلال مسؤول بحزب العدالة والتنمية بالمضيق لعملية هدم أحد الأسوار العشوائية، ليتدخل بعنف ضد باشا المدينة مما أدى لاعتقاله وتقديمه أمام النيابة العامة. ويبدو أن المسؤول المحلي لحزب ابن كيران، كان يشجع على البناء العشوائي ويحاول حماية ومساندة المتورطين فيه لأجل كسب تعاطفهم وأصواتهم خلال الانتخابات التشريعية الجارية.