لفظ طفل لا يتعدى عمره 13 سنة أنفاسه الأخيرة بقسم طب الأطفال بالمركز الاستشفائي الكبير لمدينة الجديدة في الساعات الأولى من صباح الأحد متأثرا بداء التهاب السحايا «المينانجيت». فبعد استقدام الطفل من أحد دواوير جماعة الحوزية قام الطبيب المداوم لقسم المستعجلات بتقديم العلاجات الأولية الخاصة بهذا الداء أو ما يصطلح عليه «البروتوكول» مع إحالته على قسم طب الأطفال لتعميق العلاجات الكفيلة بإنقاذه من موت محقق، غير أن غياب الطبيب المختص في طب الأطفال وكذا الممرضات الرسميات –حيث تواجدت ممرضة متدربة فقط-، أدى إلى تدهور الحالة الصحية للطفل المريض الذي لفظ أنفاسه الأخيرة جراء عدم استفادته من العلاج. ويعد الضحية الثاني من نوعه الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب غياب طبيب مختص في طب الأطفال بالمركز الاستشفائي الكبير لمدينة الجديدة في ظرف زمني لا يتعدى أسبوعا واحدا، إذ سبق لطفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها السنتين ونصف أن لبت نداء ربها جراء إصابتها بضيق في التنفس بحر الأسبوع الماضي، إذ كان يلزم إسعافها بتدخل طبي بسيط يتمثل في تزويدها بالأوكسيجين، و هو ما امتنعت عنه طبيبة مداومة بقسم المستعجلات حيث فرضت على والد الضحية نقلها صوب مصحة خاصة بداعي غياب طبيب للأطفال بالمركز الاستشفائي الذي كلف خزينة الدولة حوالي 50 مليار سنتيم، غير أنها سرعان ما توفيت بين يدي والدها بالشارع العام قبل وصولها إلى المصحة. و تتساءل فعاليات صحية و جمعوية عن افتقار مركز استشفائي لطبيب أطفال منذ عدة أسابيع جراء استفادة الطبيب الواحد لهذا التخصص من إجارته السنوية، في ظل تلكؤ إدارة المستشفى والمندوبية الإقليمية والجهوية في استقدام أطباء لهم نفس التخصص من مستشفيات محلية (تعيين طبيبين بأزمور مقابل واحد بالجديدة)، و ذلك لتفادي بلوغ عدد معين من الأطباء المتخصصين في طب الأطفال يفرض إجراء المداومة، و هي عملية يستفيد منها الأطباء ضدا على المصلحة العامة للمرضى. عبدالفتاح زغادي