استعراض حقيقي للعضلات، ذلك الذي شهدته مدينة مرتيل خلال اليومين الأخيرين، بنزول أصحاب لائحة الكتاب ولائحة الجرار للشارع، العدوان اللذوذان أو الخصمان الشرسان منذ جماعيات 2015، حيث يخرج علي أمنيول رئيس جماعة مرتيل، برمز الكتاب مرشحا ووكيلا للائحته على مستوى عمالة المضيقالفنيدق، فيما يأتي المرابط وصيفا للائحة البام وهو الذي كان وكيلا لها في جماعيات 2015. الخروج القوي للحزبين في نفس المساء، جاء لتأكيد الصراع الحقيقي القائم بينهما على مستوى عمالة الساحل التطواني، حيث فضل الجرار إعادة ترشيح التهامي البرلماني الحالي، المحسوب على مدينة الفنيدق، فيما اختار الكتاب تقديم علي أمنيول رئيس جماعة مرتيل.. وهما الحزبان المعروفان بالإمكانيات المادية واللوجيستيكية الكبيرة المخصصة لهاته الحملة، بحيث تقول بعض المصادر أن المسيرتين كلفتا المرشحين أموالا طائلة.
في مرتيل الحملة الإنتخابية دائما ساخنة ودائما تتطلب مبالغ مالية تفوق كل التصورات، حيث لم يعد من الممكن على أي مرشح لا يتوفر على المال دخول غمار الإنتخابات في هاته المدينة الصغيرة، بل أن يعض المعلقين أكدوا أن ما يصرف في حملات مرتيل الإنتخابية، يتجاوز لدى بعض المرشحين، ما يصرف في كبريات المدن المغربية. وهو ما يظهر من خلال عدد المشاركين في تلك المسيرات، وكذلك العاملين في حملات المرشحين وما يفتح من محلات كمكاتب انتخابية. الخروج المدوي لتلك الأحزاب، رافقه خروج نضالي لحزب الإتحاد الإشتراكي بمرتيل، والذي قدم محمد أشبون وكيلا للائحته، حيث يعتبر ترشيحا نضاليا أكثر مما هو ترشيح حقيقي للمنافسة، خاصة في ظل محدودية إمكانات الحزب المادية حاليا، وعدم وجود تمويل كاف للحملة التي يقودها "ديناصورات" انتخابية، يخصصون مئات الملايين لحملتهم تلك، ناهيك عما يعدون به ناخبيهم وأنصارهم. ويبقى حزب العدالة والتنمية بالمنطقة، متأرجحا بين المنافسة وعدمها، خاصة وأنه قدم رئيس بلدية الفنيدق، الذي يلقى معارضة كبيرة من لدن الساكنة، خاصة وأنه لم يقدم لها أي شيء على مدى توليه المسؤولية كرئيس لجماعتها، ولم يتمكن من الحصول على دعم المدن الأخرى المشكلة للعمالة، خاصة مرتيل التي قد لا يجد له بها موطئ قدم، فيما التجمع الوطني للأحرار اختار الإصطفاف لجانب حزب الأصالة والمعاصرة على مستوى القيادة، فيما بعض أنصاره انضموا لحزب الكتاب وفق ما أكدوه في صور لهم في حملة علي امنيول.