لمرات عديدة على التوالي منذ سنوات، أرجأت المحكمة الابتدائية بالرباط، البث في قضية الموثقة صونية العوفي، ابنة الوكيل العام السابق للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، ليتم الإعلان عن تاريخ الرابع من أكتوبر كموعد للمرافعة المقبلة، وذلك لأن الموثقة، المتابعة في حالة سراح على خلفية تورطها في قضية نصب وخيانة الأمانة وتزوير العقود، أدلت بشهادة طبية بدعوى مرض دفاعها. المدعي أحمد بنبريكة، الذي أصيب بوعكة صحية حالت دون تمكنه من حضور الجلسة جراء ما حصل معه، يرقد مغشيا عليه بقسم العناية المركزة بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، وكان قد وكل زوجته بحضور المرافعات مكانه منذ سنوات، هذه الأخيرة التي احتجت واضعة صورة زوجها العليل على صدرها في قلب القاعة صارخة: "سيدنا هو لي غاياخدلي حقي من صونية العوفي إلى ماخداتوليش المحكمة… والله انصر سيدنا". وتعود مجريات القضية إلى حوالي سبع سنوات، فالمدعي بنبريكة قدم للظنينة في شهر فبراير 2009 شيكا ماليا بقدر مليار سنتيم باسم شركته بئر قاسم للاستثمارات، كوديعة لشراء قطعة أرضية تبلغ مساحتها الإجمالية 5000 هكتار ويقدر ثمنها ب 23 مليار ونصف من عبد السلام البخاري، هذا الأخير الذي وقع عقد بيع افتراضي مع بنبريكة مبرم على يد العوفي ليبيع أرضا ليست في ملكه، ولم يتم تسليم بنبريكة أية وثيقة تخص الأرض عدا خريطة وهمية للأرض. وقد تم اعتقال عبد السلام البخاري والحكم عليه بسنتين ونصف سجنا نافذا، في حين لا تزال تتمتع الموثقة بالسراح حتى يتم إثبات "الحجة الدامغة" ضدها. في السياق ذاته، تقول زوجة المدعي أنه تبين أن الأرض المتعاقد عليها هي أرض سلالية، تقع في جماعة إقليم أنجيل اختران عمالة بولمان ميسور، وهي في ملك ما يفوق 100 وريث ينوب عنهم عبد المالك بندريس، وأما عبد السلام البخاري فلا تربطه أية صلة مباشرة أو لا مباشرة بملكية الأرض، لكنه يتوفر على معلومات كافية عنها، فقد سبق وعقد معه ممثل الورثة بندريس وعدا ببيعها في شهر نونبر 2008 عند الموثقة نفسها، إلا أن عملية البيع لم تكتمل. وأكدت زوجة الضحية أن العوفي وعدت بنبريكة بالحصول على الرسم العقاري في ظرف لا يتجاوز شهرين، فوافق وأمضى العقد الافتراضي وسلم لها الشيك بحضور عبد السلام البخاري، ليكتشف بعد انقضاء المدة أن الأرض ليست في ملك البخاري، وأنه تعرض لعملية نصب من قبل الشريكين، وقد تحدث البخاري عن شراكته مع العوفي أثناء فترة محاكمته، كما أرسل لمحمد عبد النبوي، مدير الشؤون الجنائية والعفو رسالة خطية يوضح له فيها طبيعة العلاقة التي تربطه بصونية العوفي ويفضح شراكته معها. "تقدمنا للنيابة العامة بأكثر من 100 شكاية ضد العوفي وشريكها عبد السلام البخاري، وكانت تواجه كلها بالرفض، فأب صونية آنذاك كان لازال يشغل منصب الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط، ولم يتم قبول شكايتنا إلا بعد أن أعفي عن منصبه". صرحت زوجة الضحية، وزادت : "كان وكيل الملك يهددنا ويهدد دفاعنا الذي لم يقبل بتسليم شكايتنا، وكانت التهديدات تصل دفاع عبد السلام البخاري كذلك. في فترة اعتقال البخاري وأثناء محاكمته، كانت صونية تحضر كشاهدة فقط ولا كمتهمة، ثم تنصرف، وقد لا تحضر في بعض الأحيان، مع العلم أنها متورطة كذلك في القضية وأن جميع الدلائل ضدها، إذ حولت المليار سنتيم إلى حسابها الخاص، لتضيع بذلك الحقوق الكاملة لشركة بئر قاسم". عفراء علوي محمدي