حذرت دراسة ألمانية حديثة من أن التعرض لمخاطر تلوث الهواء بشكل متزايد، يفاقم من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى خطر أمراض الجهاز التنفسي. وأوضح الباحثون بالمركز الألماني لأبحاث السكري، أن التعرض لتلوث الهواء في مكان الإقامة، يزيد من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين، ونشروا نتائج دراستهم في دورية "داء السكري". ومقاومة الأنسولين، هي حالة مرضية تقل فيها قدرة الأنسولين الطبيعي في الجسم على تخفيض مستوى الغلوكوز في الدم، ويتسبب هذا في ارتفاع مستوى الغلوكوز فوق المعدلات الطبيعية، وقد تكون هذه الحالة عرضا مبكرا للإصابة بمرض السكري. وأجرى فريق البحث دراسته على 3 آلاف شخص في مدينة آوغسبورغ الألمانية، ومقاطعتين ريفيتين مجاورتين لها من خلال الفحص الجسدي والمقابلات الشخصية وأخذ عيّنات من الدم لرصد علامات مقاومة الأجسام للأنسولين ومدى إصابتها بالسكري. كما رصد الباحثون مستويات تلوث الهواء في المقاطعة باستخدام نماذج التنبؤ لقياس جسيمات الغبار، وثاني أكسيد النيتروجين الذي يعد من أهم ملوثات الهواء وأكثرها شيوعا. ووجد فريق البحث أن الأشخاص القريبين من مصادر التلوث ويتعرضون لمخاطره المباشرة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمقاومة الأنسولين من غيرهم. وقالت كاترين وولف، قائد فريق البحث، إن "زيادة تركيزات ملوثات الهواء تعد أحد عوامل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية". وكانت منظمة الصحة العالمية قد صنّفت تلوث الهواء بأنه "من أهم المخاطر البيئية المحدقة بالصحة"، وأنه مسؤول عن وفاة 3.7 مليون حالة في جميع أنحاء العالم عام 2012 فقط. وحذّرت المنظمة من أن تلوث الهواء يساهم في الإصابة بسرطان الرئة والربو والأمراض التنفسية، كما أنه يفاقم من الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. ودعت إلى إذكاء الوعي بالمخاطر الصحية الناجمة عن تلوّث الهواء في مناطق المدن الكبرى وإلى مراقبة مشددة من قبل الحكومات وسكان تلك المدن وعدم السكوت عن أي نشاط يلحق الضرر بالهواء الذي يستنشقوه. ويذكر أن المخاطر الصحية الناجمة عن التلوث تنتشر في الدول النامية أكثر منها في الدول المتقدمة، "فمعظم المواد الملوثة تنتج عن عمليات الاحتراق التي تحدث في محطات توليد الكهرباء وبسبب المحركات". وكشفت المنظمة العالمية أن حوالي 90 بالمئة من حالات السكري المسجّلة في شتى أرجاء العالم هي حالات من النوع الثاني، الذي يظهر أساسا جرّاء فرط في الوزن وقلّة النشاط البدني. ومع مرور الوقت يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والعمى والأعصاب والفشل الكلوي. وفي المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكر عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم. وتشير الإحصائيات إلى أن 422 مليون شخص حول العالم مصابون بمرض السكري، ويبلغ نصيب إقليم الشرق الأوسطِ نحو 43 مليون شخص.