تم مساء الاثنين الماضي إعادة تمثيل جريمة قتل معلم سياقة بتمارة، ذي الستين من العمر، الذي عثر عليه الأسبوع الماضي مقتولا قرب مدخل الطريق السيار بتمارة عبر القنطرة المؤدية إلى البحر، وسيتم إحالة المتهم يوم أمس الثلاثاء على غرفة الجنايات بالرباط. المتهم من ذوي السوابق القضائية في مجال السرقة عبر القطارات يتحدر من مدينة برشيد، وجهت له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار المتبوع بالسرقة، الشذوذ الجنسي، وإخفاء أشياء متحصل عليها من جناية، تم الاهتداء إليه من خلال اتصال هاتفي للضحية، تبين بعد ذلك أن المشتبه فيه كان متواجدا تلك الليلة رفقة الهالك في قطار كان قادما من مدينة الدارالبيضاء صوب مدينة تمارة، ومتورط في جريمة القتل العمد التي ذهب ضحيتها شخص عثر على جثه مرمية بمنطقة خلاء بمدخل الطريق السيار المؤدية إلى البحر بتمارة. وتعود فصول هذه الواقعة إلى توصل مصالح الأمن بتمارة بإشعار من أحد المواطنين حول العثور على جثة مجهول لهالك يبلغ من العمر 63 سنة، بعد أن فارق الحياة بسبب جروح غائرة على مستوى الرأس وباقي أنحاء وجهه، لتنطلق على الفور سلسلة من الأبحاث والتحريات من طرف عناصر الشرطة القضائية لمنطقة أمن تمارة، حول محيط الضحية وارتباطاته، الأمر الذي مكن من تحديد هوية الضحية، وبعد ذلك تم التوصل إلى المشتبه فيه قبل توقيفه من خلال استدراجه عبر نصب كمين له، حيث جرى نقله إلى مقر الشرطة القضائية بتمارة لتعميق البحث معه في النازلة. وبعد الاستماع إلى المعني بالأمر، أقر بشكل تلقائي خلال إفادته أنه هو الفاعل الرئيسي، وهو من عرض الضحية للاعتداء ووضع حدا لحياته، واستولى على مجموعة من الأشياء التي لا يزال يحتفظ بها بمقر سكنه، وكذا هاتفه النقال الذي عمل على إعادة بيعه، وأن أسباب ارتكاب الفعل الجرمي مرده الميول الجنسية الشاذة للهالك، الذي استفزه وحاول المس برجولته، بعد أن ضاق المتهم الرئيسي ذرعا من قلة اليد كونه يبحث عن عمل قار، وأنه اعتاد التنقل عبر القطارات وتنفيذ السرقات من داخلها انطلاقا من مدينة الدارالبيضاء صوب مدينة طنجة مرورا بتمارة، الرباط، وسلا، وأثناء تواجده على متن القطار بمحطة عين السبع التقى بمعلم سياقة وتبادل أطراف الحديث معه، واستفسره إن كان يرغب في عمل كحارس لفيلا بمدينة تمارة، وهو ما كان يبحث عنه المتهم، ولما وصلا إلى مدينة تمارة نزلا بمحطة القطار ثم اقترح عليه انتظاره إلى حين العودة من صاحب الفيلا لكي يعلمه أنه وجد له حارسا، وبعد حوالي ساعة عاد الهالك ليخبر المتهم أنه لم يجده وسيعاود الاتصال به لاحقا. وفي انتظار أن يجد له عملا اقترح عليه الهالك مرافقته إلى منطقة خضراء متواجدة بها مجموعة من الأشجار قربة قنطرة بالطريق السيار، ثم شرعا في معاقرة الخمر قبل أن يطلب الهالك من المتهم ممارسة الجنس عليه، فاضطر القاتل لقبول ذلك عن مضض، وبعد أن أشبع رغبته الجنسية حاول الاسترخاء وأخذ أنفاسه، أحس المتهم أن الهالك يتلمس دبره، ليقوم من مكانه ويصد الهالك، بعد أن تيقن أنه حاول هتك عرضه دون رضاه، وبعد لحظة أحس المتهم بالغبن وشعر أنه أهين في كرامته، فدخل مع الهالك في شجار قبل أن ينهال عليه بقنينات الخمر على مستوى الرأس والوجه وتركه يخر في الدماء ثم غادر مسرح الجريمة في اتجاه المحطة الطرقية بالرباط، ومن ثمة توجه إلى مدينة الدارالبيضاء، قبل أن يتم اعتقاله وإحالته على غرفة الجنايات بالرباط أمس الثلاثاء. إدريس بنمسعود