أكد مندوب وزارة السياحة بجهة كلميم واد نون، الراجي العلوي سيدي أحمد، أن الجهة تطمح إلى استقبال مليون سائح في أفق 2020 ، مرتكزة في طموحها على المؤهلات السياحية الواعدة التي تزخر بها الجهة والتي تمتزج فيها الصحراء بالبحر والواحة والتقاليد الأصيلة، وعلى مخطط عمل دقيق لتحقيق ذلك. وأبرز المسؤول الجهوي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجهة تصبو إلى رفع طاقة الإيواء السياحي لتصل إلى 36 ألف سرير في أفق 2020، ورفع معدل ملء الغرف ليصل إلى 60 في المائة، والرفع من متوسط معدل الإقامة ليبلغ 6 أيام برسم السنة ذاتها. وأكد أن هذه الأهداف تبقى قابلة للتحقق بالنظر لما تقدمه الجهة لزوارها من تجارب سياحية متميزة بفضل تنوع طبيعتها وتراثها المادي واللامادي، المكون من الواحات والشواطئ والحامات الطبيعية الاستشفائية، ومآثرها التاريخية من قبيل النقوش الصخرية والأطلال القديمة وكذا الموروث الثقافي الغني الذي تتداخل فيه ثقافات محلية وعادات وتقاليد غاية في الفرادة والأصالة. وأوضح أن تثمين هذه المؤهلات والنهوض بالقطاع يتم وفقا لمخطط عمل يندرج في إطار رؤية 2020 لتنمية السياحة المغربية ومن خلال برنامج خاص بالجهة يهدف إلى تطوير منتوجها السياحي. وأشار، في هذا السياق، إلى تأهيل محطتين شاطئيتين بالجهة ضمن مخطط المغرب الأزرق هما محطتا واد الشبيكة بطانطان والشاطئ الأبيض، مبرزا أن المحطة السياحية الأولى ستضم العديد من المنشآت الإيوائية والتجهيزات التنشيطية والترفيهية بهدف بلوغ طاقة إيوائية قدرها 3800 سرير في أفق 2020. أما محطة الشاطئ الأبيض (60 كلم من كلميم) فسيتم تأهيلها عبر تطوير وتمديد المنتجع الشاطئي على مرحلتين، الأولى سيجري خلالها إنشاء 8000 سرير وإحداث تجهيزات ترفيهية وتنشيطية بغلاف مالي يقدر ب 7 ملايين درهم، والثانية سيتم فيها تمديد المنتجع بإنشاء 14 ألف سرير إضافي وإحداث تجهيزات إضافية بغلاف مالي يقدر ب13 مليون درهم ما بين 2018 و2025. وأبرز العلوي أنه إضافة إلى هذه المشاريع المهيكلة، سيتم تطوير منتوجات سياحية أخرى في إطار برنامج "الترفيه والأنشطة الرياضية" بمبلغ إجمالي قدره 51,1 مليون درهم من أجل تطوير البنيات التحتية للترفيه والرياضة خلال الفترة ما بين 2017 و2018. ومن بين هذه المنتوجات السياحية، إحداث مدار السفاري في الضاحية الخلفية لكلميم، وإنشاء نادي للفروسية بجماعة أداي، وإنشاء مسبح طبيعي بواد عتيق، وتهيئة فضاء للترفيه بأموند دوار آيت رحال، وإحداث حلبات لسباق الجمال، وتهيئة مدارات سياحية بأسرير. كما يتضمن مخطط النهوض بالسياحة، حسب المسؤول ذاته، برنامجا لتطوير السياحة البيئية والمستدامة من بين مشاريعه إنشاء خيم كثبانية (خيم فاخرة للمبيت وسط الطبيعة)، ومخيمات سياحية، وتطوير مزرعة إيكولوجية بجماعة أسرير، جنبا إلى جنب مع الاهتمام بالتراث والموروث الثقافي من خلال إعادة تأهيل مبان عتيقة وقصور وزوايا ومتاحف. وسجل العلوي أيضا أهمية المواسم التي تنظم بالجهة في إبراز وتثمين تراث المنطقة اللامادي، ولاسيما موسم طانطان الذي صنفته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) سنة 2005 ضمن التراث الشفهي اللامادي للإنسانية. وبخصوص الإكراهات التي تواجهها السياحة بالجهة، قال العلوي إن التجربة السياحية بالجهة تبقى، في بعدها الاحترافي والمهني، فتية وتحتاج إلى بذل مزيد من الجهود على مستوى التكوين. كما لفت إلى النقص المسجل على مستوى تسويق عدد من المنتوجات المحلية والمقومات الإيكولوجية التي تزخر بها الجهة، داعيا إلى بذل مجهود أكبر للتعريف بهذه المنتوجات على الصعيدين الوطني والدولي من خلال المعارض والوكالات ومختلف الوسائل ذات الصلة. وتحدث المسؤول أيضا عن أهمية انفتاح الجهة على أسواق سياحية جديدة مثل السوق الآسيوية التي تهتم كثيرا بالجانب الإيكولوجي الذي يعد أحد المقومات المهمة للسياحة بالمنطقة.