الأمناء العامون للأحزاب السياسية: تعفف عن الدوائر أم خوف من الهزيمة؟ حتى الساعة لم يقدم سوى عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال ترشيحيهما للانتخابات التشريعية في سابع أكتوبر المقبل. فما عدا ترشح رئيس الحكومة في دائرة سلاالمدينة وترشح حميد شباط في دائرة فاس، وترشح الأمينة العامة لليسار الاشتراكي الموحد بوكالة لائحة فيدرالية اليسار على صعيد الدائرة الوطنية، لم يتبين لحدود الساعة أيضا سوى رفض صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون، دخول غمار الانتخابات التشريعية، لاعتبار ترؤسه للجنة المشرفة على مؤتمر «22 للأطراف في اتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية» (كوب 22) المرتقب عقده بعد شهر من الانتخابات التشريعية أي بين 7 و18 نونبر المقبل بمراكش. هذا المعطى أكدته مصادر «الأحداث المغربية» في حزب التجمع الوطني للأحرار التي كشفت أيضا أن عددا كبيرا من قادة التجمع الوطني للأحرار سيقدمون ترشيحهم للانتخابات القادمة بدء من رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، إضافة لجل وزراء الحزب الذين ينتظرون تزكيتهم في غضون اجتماع مرتقب هذا الأسبوع للمكتب السياسي للحزب. وفي الحين الذي وقفت حالة التنافي بين إلياس العماري والانتخابات القادمة، بحكم رئاسته لجهة طنجة، الحسيمة، وكذا امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية الذي يرأس جهة فاس، مكناس، ينتظر أيضا أن يبتعد إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، عن الانتخابات القادمة، كما هو الحال بالنسبة لنبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، خشية عدم ضمان الفوز بمقعد وهو ما سيكلف التنظيمين خسارة سياسية وانتخابية قاسية، وهو القرار نفسه الذي اتخذه محمد ساجد الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، الذي فضل هو الآخر الابتعاد عن غمار تشريعيات السابع من أكتوبر، رغم نفوذه الانتخابي القوي في العاصمة الاقتصادية. ويرى الكثير من المراقبين أن الابتعاد عن ساحة الانتخابات، لن تفسر عن طريقة تعفف الأمناء العامين للأحزاب السياسية عن المقاعد البرلمانية، بل مصدرها التخوف الكبير من هزائم متوقعة، وغير متوقعة في معركة شرسة اسمها الانتخابات التشريعية، فما عدا الضمانات الكبيرة التي يملكها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في معقله الانتخابي بسلاالمدينة، وبنسبة أقل حظوظا الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط في فاس التي سيتنافس فيها مع وجه انتخابي جديد وقوي، هو إدريس الأزمي عمدة المدينة، والذي سبق وأن أنهى تقريبا وجود حميد شباط من الخريطة الانتخابية للعاصمة العلمية.