لليوم الثاني على التوالي يستفيق قسم المستعجلات بتطوان، ومعه مصالح الوقاية المدنية على حالة طوارئ قصوى. فبعد مجزرة مسجد الأندلس، التي هزت تطوان صبيحة يوم الثلاثاء، استفاقت المدينة على حادثة سير خطيرة بأحد منعرجات عين الحصن ضواحي تطوان مخلفة خسائر بشرية. الحادثة أودت بحياة طفلة في عامها الأول، وأدت إلى إصابة ما لا يقل عن 42 من الركاب إصابات مختلفة، حالة سبعة منهم وصفت بالخطيرة. وقد تم تجنيد سبع سيارات اسعاف لنقل المصابين، خمسة تابعة للوقاية المدنية وواحدة لمندوبية الصحة واخرى للجماعة القروية عين الحصن. وتعود مجريات الأحداث لحدود الساعة الخامسة صباحا، عندما انقلبت حافلة لنقل المسافرين قادمة من مدينة الدارالبيضاء في اتجاه الفنيدق، عند المنعرج الأول بعد تجاوزها مركز عين الحصن، حوالي 14 كلمتر غرب تطوان، متسببتة في خسائر بشرية ومادية جسيمة. وقد تدخلت فرق الانقاذ سريعا، لإخراج المصابين من الحافلة المنكوبة التي تسببت أيضا في قطع الطريق، حيث كانت الطفلة ذات العام الواحد قد فارقت الحياة، فيما جرى إنقاذ الباقين الذين نقلوا على عجل للمستشفى المدني بتطوان. وتجهل الأسباب الحقيقية للحادث، حيث ترجح فرضية عياء السائق، وأنه ربما غفى في لحظة من اللحظات مما تسبب في الكارثة، فيما لا تستبعد مصادر اخرى ان يكون للحالة الميكانيكية للحافلة دور فيما حدث. بعض التصريحات من عين المكان، أشارت أيضا إلى السرعة المفرطة التي كان يسير بها السائق، في محاولة للوصول مبكرا لمحطة تطوان، لحمل الركاب المتوجهين للفنيدق، وهي عملية سباق حر تطلقه جل الحافلات صباحا وبشكل يومي للظفر بأكبر عدد من الركاب. وارتباطا بالحادثة، عاش عدد أكبر من مستعملي الطريق محنة نتيجة حادثة السير تلك، بحيث قطعت الطريق الوطنية لعدة ساعات في وجه حركة السير، وهي الرابطة بين تطوان ومختلف المدن الأخرى، بسبب عملية الإنقاذ وسحب الحافلة التي سقطت بشكل أفقي في وسط الطريق، وهو ما تطلب تجنيد فرق تابعة للدرك الملكي لتسهيل عملية المرور لاحقا.