بين التأجيل أو التأخير، وقفت أحزاب تعتزم تنظيم مؤتمراتها في مطلع الصيف المقبل حائرة، فتأخر الحكومة في تحديد موعد الانتخابات الجماعية، لم يبقي أمامها أي خيار سوى الانكباب على التحضير للمحطتين معا. عين على المؤتمر والأخرى على الانتخابات، هذا هو حال كل التشكيلات السياسية، التي انخرطت لجانها التنظيمية في الاشتغال على الواجهتين، لكن خروج الحكومة من صمتها وإعلانها بدورها عن موعد الاستحقاقات في بداية الصيف، سيقلب كل حساباتها ويدفعها إلى تغيير وجهة كلية نحو محطة الانتخابات، فرفاق عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال، الذين يجتمعون اليوم، بالمركز العام للحزب بالرباط، لمواصلة التحضير للمؤتمر المقرر في نهاية يونيو، لايخفون ذلك، فرئيس اللجنة التحضيرية توفيق احجيرة لم يتردد في التأكيد على أنه «إذا كانت الانتخابات في يونيو، فسنوقف التهييء للمؤتمر وننصرف للتحضير للانتخابات». وليس الاستقلاليون وحدهم، من سيجدون أنفسهم ملزمين بتأجيل الشأن التنظيمي وإعطاء الأسبقية للانتخابات، فحتى إخوان عبد الاله ابن كيران في حزب العدالة والتنمية، الذين يستعدون لعقد مؤتمرهم، يقتسمون مع حلفائهم الاستقلاليين نفس الوجهة، فالأمين العام لحزب المصباح، الذي يقود في الوقت نفسه الحكومة، قال في تصريح سابق أنه «إذا تقرر موعد إجراء الانتخابات في يونيو ، فإننا سنؤجل المؤتمر إلى شهر شتنبر». وإذا كان الاستقلاليون والبيجيديون، لا يرون حرجا في توقيف التحضير للمؤتمر و الاقتصار على الانتخابات، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لرفاق عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، الذين يريدون إدخال سفينة الحزب إلى ورشة الاصلاح، بعد النزول إلى المعارضة قصد إعادة تجديد هياكله، فإجراء الانتخابات في بداية الصيف، ستؤجل إعادة ترتيب البيت الاتحادي إلى أجل آخر، فبالرغم من أن الاتحاديين يتهيؤون لعرض أجندة تحضير مزودجة على أنظار المجلس الوطني الأسبوع المقبل، فإن مصدرا من حزب الوردة لم يتردد في الإقرار أن الاتحاد «يريد أن يذهب إلى محطة الانتخابات بنفس ووجوه جديدة، لكن إذا تمت الانتخابات في بداية الصيف، فإنها ستخلط علينا الأوراق». وبعكس الاتحاديين، الذين يريدون ما يكفي من الوقت لإصلاح أعطاب هياكل الحزب الذي نخرته سنوات التدبير الحكومي، فإن التجمعيين، الذين سيعقدون مؤتمرهم في أواخر أبريل الجاري، ونزولوا إلى المعارضة لنفس الغاية، يرون أن الوقت قد حان للوقوف مع الذات، فحسب القيادي بالحزب محمد بنطالب،الذي لم يخف صعوبة العمل على جبهتين، فهو يعتبر أن التحضير للمؤتمر هو «فرصة مناسبة للتحضير للانتخابات في الوقت نفسه من خلال التواصل مع القواعد».