على بعد أقل من شهرين من محطة المؤتمر المقرر عقده في نهاية يونيو المقبل، يرفع الاستقلاليون خلال المسافة الزمنية المتبقية من وتيرة التحضير، وهو ما يفرض على أعضاء اللجنة التحضيرية الانتقال غدا السبت، إلى المركز العام للحزب بالرباط لعقد جولة رابعة لاجتماع اللجنة، لمواصلة النقاش حول ترتيبات التحضير. رفاق عباس الفاسي الأمين العام للحزب المجتمعون مطالبون بالحفاظ على توازن «الميزان»، وذلك بعدم التداول في الأسماء التي ستترشح لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة إلي حين انعقاد المؤتمر، فمصدر من الحزب يؤكد أن «اختصاص اللجنة هو التحضير للمؤتمر ولا يمكنها أن تتجاوز هذا الحد» وبالتالي لن تخرج نقاشات أعضاء اللجنة عن الأجندة المحددة سلفا، حسب المصدر نفسه، عن «استكمال هياكل اللجان الفرعية ومناقشة ورقة حول تدبير مرحلة التحضير للمؤتمر، على أن تختتم الجولة بعقد جلسة عمل لرؤساء ومقرري اللجن الفرعية للمصادقة على الوثيقة التحضيرية». فعباس الفاسي الأمين العام الحالي، الذي جاء إلى قيادة الحزب خلفا لمحمد بوستة، يستعد للرحيل عن القيادة بعدما قضى على رأس الحزب ولا يتين، ليضع ما راكمه من خبرة سياسية رهن إشارة الحزب بعد الالتحاق بمجلس الحكماء، وهو ما سيفتح الباب على مصراعيه أمام أسماء وازنة للتنافس على الزعامة، لعل من أبرزها نجل الراحل علال الفاسي، عبد الواحد الفاسي. إلا أن الاستقلاليين الذين لا يرغبون في الخوض في اسم زعيمهم المقبل إلى حين انعقاد المؤتمر، يخوضون عملية التحضير على واجهتين، المؤتمر، والاستحقاقات الانتخابية المقبلة، يرون أن المهمة جسيمة، وأنه بالامكان تغيير الوجهة في حال وقوع مستجدات في المشهد السياسي، فأحمد توفيق احجيرة، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، والذي كان يتحمل حقيبة وزارة الإسكان والتعمير في حكومة رفيقه عباس الفاسي، من منبر رئاسته لللجنة التحضيرية لم يخف ذلك بقوله في تصريح سابق للجريدة، أنه «في حالة تزامن تاريخ الانتخابات مع تاريخ المؤتمر، فإنه سيتم توقيف أشغال اللجنة التجضيرية بشكل أوتوماتيكي والشروع في التحضير للانتخابات». وإذا كان أعضاء اللجنة التحضيرية قد فضلوا عدم الخوض في أسماء المرشحين لخلافة عباس الفاسي، حتى تشتغل لجنتهم في هدوء وحيادية، فإن تأجيل ذلك سيطرح أمام المؤتمرين سؤال، هل سيلجأ حزب الاستقلال للمقاربة التوافقية في اختيار أمينه العام وأجهزة الحزب الداخلية، أم أن خيار الصناديق سيكون هو الفيصل في تحديد مستقبل الحزب؟