الحي الصفيحي الشانطي الجديد بالمحمدية أصبح في خبر كان، ولم يعد له أي وجود في خريطة المحمدية، بعد إقدام السلطات العمومية على هدم آخر براكة، كانت توجد به يوم الثلاثاء 12 يوليوز الجاري. حدث وصف ب«الهام» على اعتبار أن هذا الحي، وهو من أكبر وأقدم الأحياء الصفيحية بالمحمدية، كان بمتابة نقطة سوداء بالمدينة بسبب استيطانيه وسط أحياء منطقة العاليا، ومجاورته لشارع المقاومة الذي يعتبر من بين أطول شوارع المحمدية، الشيء الذي كان يشوه جمالية المنظر العام لمدينة الزهور بسبب تكدس حوالي 2000 أسرة بداخل أكواخه، في ظروف تفتقد لأبسط متطلبات العيش الكريم. محاولات محو هذا الدوار من الوجود، شكلت منذ عشرات السنين عقدة لبعض المجالس الجماعية بالمحمدية والسلطات المحلية ووزارة السكنى، التي قامت بعدة محاولات في هذا الشأن، لكنها كلها باءت بالفشل بسبب مجموعة من العوامل، تداخلت فيها الدوافع السياسية والحلول الرتقيعية، وبعض الإجراءات المتسرعة، وبعض العراقيل من طرف مجموعة من السكان ومطالبهم غير المعقولة، مما جعل إعادة إيواء ساكنة هذا الدوار تبوء بالفشل وتعود لنقطة الصفر، رغم بعض المشاريع السكنية التي تم تخصيصها للساكنة كتجزئة الحسنية وحي النصر، قبل أن تخصص للسكان تجزئة سكنية بحي النهضة ورياض السلام، التي عرفت انتقال مجموعة من ساكنة الدوار إليها بوتيرة سريعة، جعلت الكل يطمئن لسير العمليات قبل أن تتوقف من جديد، بعد أن امتنعت حوالي 250 أسرة من الرحيل بسبب مجموعة من المطالب، التي لم تستجب لها الجهات المعنية، وظلت السلطات المحلية منذ عدة سنوات تطالب من هؤلاء الرحيل تارة بالتهديد وتارة بالترغيب، اضطر معها بعض السكان لهدم منازلهم والانتقال إلى البقع المخصصة لهم برياض السلام والنهضة، فيما بقيت بعض الأسر متشبتة بمطالبها إلى أن استصدرت شركة العمران أحكاما قضت بإفراغها باستعمال القوة، حيث تمت العملية على مراحل خلال الشهور الأخيرة، ليتم اقتلاع آخر براكة من هذا الحي الصفيحي. وكما يقول المثل «مصائب قوم عند قوم فوائد»، سيتمكن مجموعة من المواطنين ممن لازالوا على قيد الحياة، وغالبيتهم من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج من تسلم بقعهم الأرضية، على أنقاض أكواخ الحي الصفيحي منذ حوالي 35 سنة، وهو التاريخ الذي كان قد عول عليه الجميع لهدم الأكواخ الصفيحية، وتحرير الوعاء العقاري لإخراج تجزئة الوحدة إلى حيز الوجود، دون أن يدركوا أن ذلك لن يتم بالسهولة التي توقعوها.