استعرضت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، أمس الخميس بواشنطن، التجربة المغربية، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. وأبرزت بوعيدة، على هامش مشاركتها في أشغال الاجتماع الوزاري المشترك الأول للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، أن هذا اللقاء شكل مناسبة للتنويه بالتجربة المغربية في هذا المجال، والتي ترتكز على رؤية ملكية شمولية، تمكنت من تفتيت الخطاب المتطرف على الصعيد الداخلي، وكذا بشمال إفريقيا، ومنطقة الساحل وأوروبا. وأوضحت أن تنظيم "الدولة الإسلامية" أصبح اليوم شبكة دولية، تضم عددا من الجماعات الإرهابية الموالية لها عبر العالم، كما أن الإرهاب لا يشمل العراق وسورية وليبيا فحسب، وإنما كافة دول العالم، وهو ما يفرض التعامل مع هذه الظاهرة بصفة شمولية. وفي هذا السياق، أكدت أن الرؤية الملكية ترتكز على تعزيز الإصلاحات السياسية والدستورية والديمقراطية، بالنظر إلى أنها السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الداخلي، علاوة على دعم الاصلاحات الاقتصادية التي تساعد على تقليص الفوارق الاجتماعية، وخلق فرص الشغل للشباب من أجل تحصينه من أي محاولة للاستقطاب أو التجنيد من قبل الجماعات الإرهابية. وتابعت أن المملكة أضحت أيضا بفضل المقاربة الملكية، نموذجا عالميا ملهما في مجال مكافحة التطرف الديني، يحظى ب"تقدير كبير" لدى العديد من الدول عبر العالم، مبرزة أن عددا من البلدان قررت الاستفادة من الخبرة المغربية من أجل تكوين الأئمة والمرشدين على قيم الإسلام المعتدل. وذكرت في هذا الإطار بإحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي تأتي لقطع الطريق على التطرف الديني وعلى الجماعات الإرهابية التي تتبنى إيديولوجية القاعدة وداعش، والتي تهدد السلم والأمن الدوليين. وأشارت بوعيدة إلى أن المغرب يحرص على تعزيز أمنه الداخلي والخارجي من خلال تعزيز التعاون الدولي الثنائي والمتعدد الأطراف مع العديد من دول العالم، مذكرة بأن المغرب يترأس بشراكة مع هولندا مجموعة العمل حول ظاهرة المقاتلين الأجانب التابعة للمنتدى العالمي لمكافحة الارهاب. وأوضحت أن هذا التعاون يرتكز على تبادل المعلومات الاستخباراتية ومراقبة الحدود، مشيرة إلى أن المغرب يتمكن يوميا من تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التي تحاول استقطاب وتجنيد الشباب. و تميزت الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري المشترك الأول للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، التي ترأسها كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، ووزير الدفاع، أشتون كارتر، بحضور إلى جانب بوعيدة، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، وسفير المغرب بواشنطن، رشاد بوهلال. وتجدر الإشارة إلى أن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يتألف من ستين دولة، يعقد اجتماعات منتظمة من أجل مواصلة جهوده لمحاربة هذه الجماعة المتطرفة. وكان الاجتماع الأخير لوزراء خارجية دول التحالف قد انعقد في الثاني من فبراير الماضي في روما، بإيطاليا، في حين انعقد اجتماع وزراء الدفاع في 11 فبراير ببروكسيل، في بلجيكا.