انطلقت اليوم الثلاثاء بالعاصمة الإسبانية مدريد أشغال اجتماع لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي، حول "مكافحة تدفقات المقاتلين الإرهابيين الأجانب"، بمشاركة ممثلي وخبراء عدد من البلدان من بينها المغرب. وسيتركز هذا الاجتماع، الذي تنظمه الأممالمتحدة ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية، ويشارك فيه أزيد من 400 خبير وممثل عدد من البلدان ، حول الاستراتيجية الواجب اعتمادها لمواجهة تدفقات المقاتلين الأجانب، الذين يتوجهون إلى مناطق الصراع للانضمام لصفوف الجماعات الإرهابية، كما هو الحال بالنسبة لما يسمى ب"الدولة الإسلامية" في العراق وسورية.
وستناقش البلدان الأعضاء في الأممالمتحدة، خلال هذا الاجتماع، التدابير الكفيلة بمنع ومكافحة تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2178 الداعي إلى "منع تجنيد، وتنظيم، وتجهيز وتنقل الأفراد إلى دولة أخرى غير بلد إقامتهم لارتكاب أو التخطيط أو المشاركة في أعمال إرهابية".
وتميز افتتاح هذا الاجتماع، الذي حضره رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، ووزيرا الشؤون الخارجية والتعاون، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، والداخلية خورخي فرنانديز دياز، برسالة بعث بها إلى المشاركين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وكلمة رئيس الحكومة الإسبانية.
وأكد راخوي، في كلمته، على أن الإرهاب الجهادي هو "أحد أكبر التهديدات ضد السلم والأمن في العالم"، مشيرا إلى أن الإرهاب لا حدود له ولا يمثل أي دين، وإلى أن ظاهرة المقاتلين الأجانب ليست شيئا جديدا، وأنها تشمل العديد من البلدان.
ويشارك المغرب في هذا الاجتماع بوفد يضم الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، مباركة بوعيدة، والممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة بنيويورك، السفير عمر هلال، وسفير جلالة الملك في إسبانيا، محمد فاضل بنيعيش.
وسبقت لقاء اليوم اجتماعات تحضيرية، أمس الاثنين، على مستوى الخبراء الدوليين في مجال الإرهاب، افتتحها كاتبا الدولة الإسبانيين لشؤون الأمن، فرانسيسكو مارتينيز، والشؤون الخارجية، اغناسيو إبانييز، بحضور المدير التنفيذي للمديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن الدولي، جان بول لابورد.
وأوضح المدير التنفيذي لمكافحة الإرهاب بمجلس الأمن الدولي، في تصريح للصحافة أمس الاثنين بمدريد، أن مكافحة الإرهاب الجهادي تتطلب "مزيدا من الإبداع"، و"التعاون الدولي على المستوى العملي والقانوني"، مضيفا أن "الارهاب الجهادي أسرع وأكثر تعقيدا من غيره من الظواهر".
وبحسب المسؤول الأممي، فإن إشراك المجتمع المدني وضحايا الإرهاب أمر ضروري ومهم لمواجهة الهمجية والارهاب وحماية الأجيال القادمة، مؤكدا أن الإرهاب يهدد كل دول العالم .
من جهته قال كاتب الدولة الإسباني للأمن، فرانسيسكو مارتينيز، إن مكافحة الإرهاب الجهادي وتنقل المقاتلين في مناطق الصراع يشكل "أولوية" بالنسبة للحكومة وللمجتمع الدولي، مضيفا أن مواجهة ظاهرة الإرهاب يتطلب "مقاربة شمولي وتعاونا دوليا على المستوى العملي والبوليسي، وكذا الوقاية ومكافحة التطرف".
وفي سياق متصل، شدد كاتب الدولة الإسباني للشؤون الخارجية، إغناسيو إلينييز، على الأهمية التي توليها الحكومة الإسبانية لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع الخاص سيشكل مناسبة لمناقشة الاستراتيجيات التي يمكن اعتمادها لمكافحة هذه الظاهرة.
وتقدر الأممالمتحدة عدد المقاتلين الإرهابيين الأجانب المنحدرين من البلدان الأعضاء، الذين انضموا إلى المجموعات الإرهابية في العراق وسورية، بأزيد من 20 ألف مقاتل.
وتأسست لجنة مكافحة الإرهاب في أعقاب هجمات 11 شتنبر 2001 بالولايات المتحدة، وفقا للقرار 1373 لمجلس الأمن الدولي، الذي ألزم جميع الدول بتجريم المساعدة أو مساعدة الأنشطة الإرهابية، ورفض الدعم المالي والملاذ للإرهابيين وتبادل المعلومات حول الجماعات التي تخطط لهجمات إرهابية.